حكم تغسيل الميت المصاب بمرض كورونا في فقه المرجع الصرخي
إنطلاقا من توجيهات السماء التي أكدت على عدم التهاون بدفن الميت و لأي سبب كان بما يحفظ كرامته و حرمته و لا يهتك ستره بتغسيله و تكفينه و تلقينه و أخيرا دفنه و بالشكل الصحيح فلقد تعاملت السماء مع تلك الاحداث التي يتعرض لها الانسان فلم تترك صغيرا ولا كبيرا إلا واعطته حقه من العلاجات الممكنة التي تخرج به بالنتائج الإيجابية، وهذه كلها من نِعمها علينا، و اليوم وقد ابتليت البشرية بخطر فيروس كورنا ومدى الخطر الذي تسبب به فأصبح يُهدد وجودها وسط عدم توصل كبريات المراكز الطبية و أحدث التقنيات التي تمتلكها المختبريات الصحية العالمية إلى علاج قادر على القضاء على هذا الفيروس و يتمكن من انقاذ المجتمعات الانسانية من خطر هذا الوباء القاتل الذي لا يُميز بين الصغير و الشيخ الكبير فقد بات الكل في مرمى سهامه و الكل مُعرَّض لخطر الاصابة به وقد ينتهي الحال به بموت المُصاب به، وهذا ما مما يُؤسف له، ومع أن الشريعة السمحاء قد أوجبت على الانسان بضرورة إكرام الشخص الميت من خلال تغسيله و تحنيطه و دفنه بشكل لائق وبما يحفظ له كرامته و قيمته الانسانية وهذا مما لا شك فيه، لكن مع تطور الأحداث و ظهور العديد من الآراء من هنا و من هناك وعلى مختلف الاصعدة سواء عند ذوي الاختصاص أو غيرهم والتي صرحت ومن على وسائل الاعلام المرئي و المسموع أو حتى المقروء أن عدوى كورونا قد تنتقل من ضحيتها سواء أكان إنسان أو حيوان إلى شخص آخر و عبر عدة طرق، وهذا ما أدخل البشرية في خطر آخر مُحدق بها بسبب تفشي و انتقال عدوى المرض إلى الآخر، وهذا أيضا مما يستوجب أخذ الحيطة و الحذر و بالدرجة القصوى خاصة عند الأشخاص الذين هم على تماس مباشر بالمصابين أو الميتين بكورنا، فيجب حينها الالتزام الكامل بالإجراءات و الارشادات الصحية ليكونوا في مأمن من خطر الاصابة بهذا الوباء العالمي المستجد، و بمراعاة تلك الظروف الطارئة فقد توجه العديد من الافراد للبحث عن الحلول المنصفة التي تتفق مع متطلبات التعامل مع الميت التي أقرتها السماء من جهة، وبما يحفظهم من الانزلاق بهذا المنعطف الخطير بسبب ما يخلفه كورنا من آثار سلبية قد تودي بحياة العاملين في المجال الصحي و الطبي أو حتى في الحجر المنزلي، و إزاء تلك الظروف القاسية فقد توجه أحدهم بالسؤال و الاستفتاء للمرجع الصرخي الحسني حول المسؤولية الملقاة على عاتقه في عملية تغسيل و دفن الميت المصاب بمرض كورنا المستجد قائلا : (( إذا دُفن الميت بسبب كورونا في مكان معين بدون تغسيل بسبب الاجراءات الحكومية للخوف من العدوى و سنحت الفرصة لأهله لإخراج الجثة في نفس اليوم ، هل يجوز عليهم التغسيل أو لا ؟ .
ففي معرض جوابه على كلام السائل قال المرجع الاستاذ: (( بسمه تعالى : ذكرنا في المنهاج الواضح – كتاب الطهارة – مسألة 336 : يجب تغسيل الميت قبل أن يُدفن، فرع: إذا دُفن الميت بلا غسل عمدا أو خطأ وجب نبشه و إخراجه من القبر و تغسيله إن أمكن و إلا يُمم و ذلك مشروط : بعدم وجود مضره على بدنه من نبش قبره، لا هتك لستره و كرامته، لا شقاق و قتال بين أهله، وعلى فرض السؤال يجب تغسيله إن أمكن و إلا يُمم )) انتهى نص الاستفتاء . -
https://i.ibb.co/Ry7TJ3t/image.jpg بقلم الكاتب احمد الخالدي