الفيلسوف الاستاذ : و يدعي الصدر أن العرفان من افكاره الجديدة التي أوجدها
لكل علم استقلالية عن باقي العلوم الاخرى، و لكل علم قيمة مثالية و مكانة مهمة في المجتمعات الانسانية، فلكل علم دور كبير يساهم في تقدم عجلة الحياة إلى الأمام، و لنأخذ مثلاً العرفان كواحد من تلك العلوم الاساس في بناء حياة الانسان و تظهرها بالشكل اللائق وكما تريده السماء، فالعرفان ليس بالغريب علينا وله من الجذور التاريخية العريقة التي رفدته بالقواعد الاساسية ليكون عِلماً مهماً في المجتمع، وقد شهد بذلك الكثير من اصحاب الشأن و خاصة أهل العلم و المعارف القديمة ومنذ قدم العصور، حيث ظهرت حقائق العرفان وعلى يد الكم الهائل من ارباب المعرفة الذين نهلوا من مصادره الصحيحة فنالوا بذلك ارفع الدرجات و القرب من ساحة الرحمة الالهية المقدسة، فالعرفان بوصفه واحداً من العلوم الانسانية التي تقوي الأواصر و تقلل المسافات بين العبد و ربه الكريم فكان هذا العلم في مقدمة تلك الخطوات الايجابية بينهما، فالفرد في رحاب العرفان يقدم الكثير من الخدمات الاجتماعية، و يعمل على توطيد العلاقات ما بينه و بين ربه الجليل فيصل إلى مراتب متقدمة في الايمان، فيكون بذلك من ذوي العرفان، لكن مع كل ما يصل إليه من مقامات و درجات ايمانية إلا أنه لا يمكن أن يمتلك الصلاحية في إجبار الفرد أو المجتمع على فعل شيء أو إقامة العبادات و تقديم فروض الطاعة لخالق الارض و السماء، لان السماء هي مَنْ جعلت تأدية الفروض العبادية كالقلادة في عنق العبد وسوف يُحاسب عليها غداً يوم القيامة، وقد أرسلت الرسل و الانبياء و الأئمة الصالحين كمبشرين و منذرين فقالت ( وما عليك إلا البلاغ المبين ) وهذا مما لا شك فيه، في حين أن العرفان و قادته لا يملكون مثل تلك الاوامر الالهية، و هذا ثابت شرعاً و اخلاقاً، وكل مَنْ يظن خلاف ذلك فيقيناً هو ضحية للاضطراب النفسي، و لعل الصدر الثاني هو أحد تلك الضحايا بسبب ما يعاني من اضطراب و اختلاط الاوراق عليه ناتج عن عدم تيقنه الصحيح من قدراته العلمية ومدى ما وصلت إليه لما هو متعارف عليه في حلقاتها و دروسها التي كانت رائجة حينئذ، فبسبب تلك التأثيرات النفسية التي كان يعاني منها الصدر و كذلك الضغوط السياسية للنظام البائد التي وقع تحت تأثيرها السيد الصدر جعلت منه يقع ضحية لها فيقول خلاف ما جاءت به السماء و يصدر منه الادعاءات التي تفتقر لأبسط مقومات النجاح العلمي و المصداقية الواقعية كي تكون دليل قوي عليها و على تماميتها فقال الصدر الثاني في لقاء الحنانة 3 في جواب له عن وجوب صلاة الجمعة فقال ما نصه ( كثير من الامور و الظواهر التي وجدتُ في الامكان أن تبقى من قبيل هذه الافكار الجديدة يعني مسلك العرفان ) في حين أن كلنا يعلم ان السماء هي مَنْ على العبد وجوب حضور صلاة الجمعة، وقد كشف الاستاذ الفيلسوف الصرخي حقيقة تلك الاوهام التي يتبناها و يتمسك بها الصدر الثاني فيما يخص وجوب العبادات جاء ذلك في تغريدة للسيد الاستاذ قال فيها : (( يأتي إقحام العرفان في الجواب، و يدعي أن العرفان من الافكار الجديدة التي أوجدها )) .
فالعرفان ليس من الافكار الجديدة زكما يدَّعي الصدر بل هو من ابداعات السماء وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية و الابحاث التاريخية وعلى مر الدهور فكيف يخالفها الصدر و يدعي ما ليس له ؟!
https://twitter.com/AlsrkhyAlhasny/status/1267429286035759104?s=19&fbclid=IwAR04OGRhtW9eCcQynjTdQlxwEgy7h3ifIQVPuPv7x5dIwKeYHxydCzps8O4 بقلم الكاتب احمد الخالدي