الاستاذ المحقق : ادعاءات الصدر على القرآن هو منبع للسلوكية لتأصيل عقائدهم الفاسدة و انحرافاتهم
قال تعالى ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً و إما كفورا) فمن هذا المنطلق الاساس لكل معاني الحياة، فقد أصبح الانسان أمام مفترق طرق لا ثالث لهما، فهو وفق لغة العقل و المنطق السليم عليه أن يختار فهو ليس مجبر على إختياره بل السماء فتحت الباب أمامه و على مصراعيها ليكون مسؤولاً عن اختياره الذي سار بركابه، فالفرد حرٌ فيما يفعله و يراه، ويقيناً أن السماء قد اتخذت قرار مهماً بأن الانسان حتماً سيرى غداً نتائج اختياره، وهذا ما يحتم عليه أن يفكر ملياً في كيفية رسم مسار حياته التي يعيش في ظروفها و يتحمل كافة التبعات التي سيواجهها مستقبلاً، و حينما يكون العوبة بيد النفس و الهوى و يصبح مطية لمكائد الشيطان و أسيراً لشهواته الدنيوية الهابطة فسيكون عندها تابعاً ذليلاً لجنود ابليس و جاحداً لكل أنعم الله تعالى عليه، لأنه قد انصاع لرغباته الشهوانية و ترك لغة العقل وراء ظهره من دون أن يلتفت إلى ما ينتظره من حساب و عقاب شديد، فالبشرية و بمختلف اشكالها و السنتها ليست على مستوى واحد من الفهم و العلم و رجاحة العقل، ففيهم العالم و المثقف الواعي و الجاهل المتدني علمياً، مما يجعلهم في مستويات عدة يختلف بعضها عن بعض، وبما أن لكل مقام مقال فيقيناً أن التعامل مع العالم و الحديث معه لا يماثله التعامل و الحديث مع الجاهل، فشتان ما بينهما، حتى أن الخطيئة التي تصدر من العالم تكون عواقبها وخيمة ؛ لان المجتمع لا يشك أبداً بوقوع الخطيئة من العالم، أما نظرته لخطيئة الجاهل ليست بذات المنظور الذي يتعامل به مع سابقه المثقف الواعي، فلو القينا نظرة سريعة على مدرسة الصدر الثاني وما حققته من مكاسب و خطوات مهمة في دفع عجلة الاسلام إلى الامام و نحو مستقبل زاهر يحفظ كرامة و الانسان و انسانيته، لأنها – وكما يُخيل لصاحبها – قامت على أسس قوية و أدلة علمية قادرة على مجاراة و تسجيل الاشكالات على كل الادلة المطروحة في الساحة العلمية، وهذا يعود إلى غياب أهل العلم و الخبرة القادرة على التمييز بين العالم الرباني الصادق و المُدعي للزعامة و القيادة الدينية و الروحية، فضلاً عن غياب الدور الكامل للقيادات العلمية الموجودة في وقتها فكانت الساحة تخلو من أهل العلم و المعرفة الصحيحة، ووسط تلك الظروف القاسية على الامة و ظهور الصدر كقائد و مرجع ديني أوحد فقد تجرعت الامة من جراء ذلك الكثير من الازمات المريرة، و ذاقت وبال اختيارها السيء، فقد سارت خلف مرجع لا يعرف قراءة القرآن بالشكل الصحيح، و يقول بوجود التناقض و الباطل و الزخرف في القرآن، وكان هذا المسلك المُحرف و المعطل لتعاليم و أحكام ديننا الحنيف بداية طريق و منبع أساس لقادة و أتباع السلوكية و دستوراً لعقائدهم الفاسدة و منهجاً لانحرافاتهم المناوئة للإسلام، و اليوم ظهرت تلك الانقلابات المفسدة على الحق و تعاليمه السمحاء ؛ لتمارس لعبة الضحك على الذقون و تحقيق المنافع و المكاسب الشخصية ولو كانت على حساب الفقراء و المضطهدين وكما أكد ذلك الاستاذ المحقق الصرخي في تغريدة له قال فيها : (( لا لا يا استاذ !! ألم تقرأ ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) إنه أسوء و أخطر تحريف و تعطيل للقرآن، إنه تشريع للإرجاء و التسليك و كل انحراف، أليس هذا المنهج السقيم هو منبع السلوكية و تأصيل لعقائدهم و انحرافاتهم )) .
https://twitter.com/AlsrkhyAlhasny بقلم الكاتب احمد الخالدي