الكاتب علاء اللامي
جاء في المحاضرة العاشرة (الدولة.. المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول) لسماحة المحقق السيد الأستاذ الصرخي الحسني (أدام الله ظله) في قوله تعالى
{أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ... فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ}يظهر من النص القرآني أن الله تعالى أخبَرَ أنّ أشراط الساعة قد تَحَقَّقَت وتتحقّق وقد وعَدَ سبحانه بأن تأتيَ الساعةُ بغتةً على الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ، فإذا هم ينظرون تقوم الساعة عليهم، وهذا المعنى لا نتصوره إلا إذا كان هؤلاء موجودين في عصر الظهور وقُبَيلَ قيام الساعة فتقوم الساعة عليهم، ويُستَبْعَد أو لا يَتَرَجّح القول بأن الساعة تقوم عليهم وهم في قبورهم لأن حدثَ قيام الساعة يشمل جميعَ مَن في القبور حتى المؤمنين فلا تبقى خصوصية للتهديد بقيام الساعة بغتةً والوعيد بها للذين طبع الله على قلوبهم الذين آذوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم. {لا تبقى خصوصية لهذا إذا قلنا: تقوم الساعة عليهم وهم في القبور، لماذا هددهم؟ الساعة تقوم على الجميع، والتهديد أتى بخصوص الكافرين، بخصوص من آذى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقلنا: لا نلزم المقابل، لكن نحن نأتي بمحتمل من المحتملات الذي أيضًا نحن نطرح باقي المحتملات، عندما نأتي بهذا المحتمل لا نرفض باقي المحتملات، عندما نأتي بهذا التطبيق، بهذا المصداق للمعنى لا يعني أننا لا نصدق بباقي المعاني، بباقي المحتملات، بباقي الأطروحات، لكن كما تطرح محتملات هذا من المحتملات يطرح معها}.
تحصّل مما سبق ولو على نحو الاحتمال والأطروحة أن الرجعة لا تختص برجوع طوائف من المؤمنين بل تشمل طوائف من الكافرين ليذوقوا عذاب الله تعالى ويُقام عليهم الحدّ والقصاص. {نؤكد بأننا نتحدث على نحو الأطروحة، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، لكن قلنا: بدون تكفير، بدون سفك دماء، بدون فحش، بدون انتهاك الأعراض، بدون سلب ونهب الأموال والممتلكات}.
من معاني الاهتداء هو الاهتداء إلى ولاية أهل البيت عليهم السلام والاهتداء إلى الإمامة ومعرفة الإمام عليه السلام، وعلى هذا يأتي احتمال وترجيح أن حديث الرسول الأمين عليه وعلى آله الصلاة والتسليم كان عن ولاية أهل البيت الأطهار وعن الإمام وولاية الخليفة الإمام عليه السلام، ومن هنا جاء التصنيف القرآني للمشمولين بالخطاب فقابل بين صنف الذين طبع على قلوبهم وبين صنف الذين اهتدوا... {لاحظ عندما نتحدث، قبل قليل ذكرنا عندنا توبة وعندنا إيمان، وعندنا عمل صالح، بعد هذا يأتي الاهتداء، إذن عندما يكون الحديث عن الاهتداء، قد سبق الاهتداء التوبة والإيمان والعمل الصالح، وقلنا: الكلام مع صحابة، يتحدث مع صحابة، يجلسون ويسمعون للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يسمعون الكلام فيخرجون ويعترضون وينافقون ويجحدون ويكفرون} ففي تفسير قوله تعالى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} طه82:
أـ عن الطبري في تفسيره:وَقَالَ آخَرُونَ بمَا : ...سَمعْت ثَابتًا الْبُنَانيّ يَقُول في قَوْله : { وَإنّي لَغَفَّار لمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَملَ صَالحًا ثُمَّ اهْتَدَى } قَالَ(ثابت) : إلَى ولَايَة أَهْل بَيْت النَّبيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْه وآله وَسَلَّمَ . (لاحظ ولاية أهل البيت سلام الله عليهم تأتي بعد التوبة والإيمان والعمل الصالح، هي توفيق من الله سبحانه وتعالى، فمن رزقه الله أن يكون في عائلة، في مجتمع، في مكان، في أرض، في ولاية، تعتقد وتلتزم بولاية أهل البيت سلام الله عليهم بغض النظر عن عنوان تشيع أو تسنن، شيعة أو سنة، فهذه نعمة من الله، هذا فضل من الله، فعلينا أن نشكر النعمة، علينا أن نلتزم بنهج أهل البيت، علينا أن نلتزم بالولاية الصادقة التي أنعم الله بها علينا، أن نكون زينًا لهم لا شينًا عليهم}
ب ـ عن القرطبي في تفسيره: ...وقول ثامن { ثم اهتدى} في ولاية أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ قاله ثابت البُنانيّ.
إنّ طريقَ الإيمان والهداية والاهتداء والتقوى شامل ومستمر إلى يوم الدين وهو يستلزم وجود الإمام الذي يتحقق به الإهتداء ثم زيادة الهدى والتقوى بتسديد الله ونعمه وفضلِه، ويؤكده أو يضاف إليه تشريع وبقاء ودوام تشريع ولاية أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام إلى اليوم الموعود حتى قيام الساعة، { يعني عندما يأتي التشريع بولاية أهل البيت وبإتباع أهل البيت، وبمقارنة والإشارة إلى ملازمة أهل البيت للقرآن، ألا نحتاج إلى ملازم للقرآن في كل عصر وفي كل زمان لوجود القرآن في كل عصر وفي كل زمان؟!! فنحتاج إلى وجود الإمام، نحتاج إلى القرآن الناطق، نحتاج إلى المفسر للقرآن، نحتاج إلى من نرجع إليه عند الاختلاف} مسلم: فضائل الصحابة:...قَالَ(زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ): قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ {أَمَّا بَعْدُ أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِي رَسُولُ رَبِّى فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ}، فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ {وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي}.
يؤيد المعنى أعلاه ويؤكده نفس النص القرآني وإشارته الواضحة وتأكيده على مجيء أشراط الساعة، قال تعالى{ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} ومن أشراط الساعة المهدي عليه السلام وهو الخليفة الإمام الثاني عشر من الخلفاء الذين اخبرنا ونبّأنا بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وقال: إنهم من أهل بيتي ومن ولد فاطمة ومن ولد الحسين أو من ولد الحسن المجتبى أو الحسن العسكري:
1ـ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ يَقُولُ:{الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ}سنن أبي داود11/ سنن ابن ماجه2/ الألباني في صحيح الجامع 6734
2ـ قال محمد السفاريني: {وقد كثرت بخروجه (أي المهدي) الروايات حتى بلغت التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عدّ من معتقداتهم،...وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم رضي الله عنهم بروايات متعددة، وعن التابعين من بعدهم ما يُفيد مجموعُه العلمَ القطعي، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ومُدوَّن في عقائد أهل السنة والجماعة}شرح العقيدة السفارينية//لوامع الأنوار البهية2
3ـ في منهاج السنة قال ابن تيمية: {{وفي الصحيحين عن جابر بن سُمَرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: {لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثني عشر خليفة كُلُّهم من قريش} ولفظ البخاري {اثني عشر أميرا}، وفي لفظ {لا يزال أمر الناس ماضيا ولهم أثنا عشر رجلا}، وفي لفظ {لا يزال الإسلام عزيزا إلى أثنى عشر خليفة كلهم من قريش}}}
اللهم اجعلنا من الَّذِينَ اهْتَدَوْا لمعرفة إمام الحق والإقتداء به وبأهل بيته واجعلنا يا ربنا من الذين زَادَهُمْ اللهُ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ في عصر الظهور واليوم الموعود حتى قيام الساعة وارزقنا شفاعة محمد النبي الأمين وآله الطاهرين عليهم الصلاة والتسليم واحشرنا مع الصالحين آمين يا ربَّ العالمين. انتهى إذن إنكار المهدي هو إنكار أشراط الساعة وإنكار أشراط الساعة هو إنكار الساعة وإنكار الساعة هو الكفر برسالة الرسول والكفر برسالة الرسول هو الكفر بالخالق سبحانه وتعالى فاليضع الإنسان نفس ان ما يخالجه من شك في قضية المهدي ما هي إلا تصورات ووساوس لاتمت إلى الحق بصلة فلو عرض الأمر على تراث النبي وصدقه وترك ما قال المفسر الفلاني والشيخ العلاني لوصل إلى الحقيقة على أقل تقدير يجب أن يكون الإنسان ذو نباهة ويترك الاستحمار والإنقياد الأعمي في معرفة الحقائق فمن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية فأين الثقلين كتاب الله والعتره هل يمكن أن نترك هذا الحديث ونتبع الوعاظ المدلسين الذين يحرفون الكلم عن مواضعه فيشيرون إلى الإمام بأنه الحاكم براً كان أم فاجراً وهل يقبله العقل ويستوعبه نجد الكثير يبحث عن دقائق الأمور في شتى المجالات ولكن عندما يصل إلى الإمامة وحق الإمامة والمهدي وروايات المهدي فيتركها وراء ظهره لايتعب نفسه لإيجاد الحقيقة فينقاد إلى رأي السفهاء من الناس ممن يحسبون إلى العلماء وأساطين العلماء
فمثل هؤلاء قد ظلموا أنفسهم وما ربك بظلام للعبيد.