بقلم: علاء اللامي
تساؤلات كثيرة تدور في أذهان الناس على مختلف أديانهم ومعتقداتهم عن الحياة والممات وماذا بعد. وهل هذا الجسد الفاني الذي سوف يبلى ويتفسَّخ بالتراب مصيره العدم أو ماذا؟، وهل الروح تُعدم كما الجسد؟، وهل هناك حياة أخرى بعد الموت؟. هذا ما سوف يتَّضح من خلال جواب الإستفتاء الذي وُجِّه الى سماحة السيد الصرخي الحسني -دام ظله- من قِبَل أحد المؤمنين.
السؤال هو: سماحة المرجع آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني -دام ظله الشريف أدامكم الله- سؤالي هو: كيف نعتقد بوجود البرزخ وما الغاية من وجوده إذا كان هناك حساب في يوم آخر وهو يوم القيامة؟.
جوابه:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
س1: كيف نعتقد بوجود البرزخ؟
جواب:
1- ذكر في عالم البرزخ أنه:
ملك آخر وهو عالم النفوس بعد الموت وهو الواسطة بين الدنيا والآخرة، وهو عالم المثال.
2- الدليل على البرزخ:
إن ما دلَّ على ثبوت الحالة التي بعد الموت قبل القيامة شواهد كثيرة نقلية وعقلية، ولم ينكر وجود هذا العالم أحد من العلماء وإن اختلفت مقاصدهم وعباراتهم فيه.
أ- الشاهد النقلي:
القرآن:
قوله تعالى: ((ومن وَرَائهم بَرزَخٌ إلَى يَوم يبعَثونَ)) (المؤمنون: من الآية100).
قوله تعالى: ((النَّار يعْرَضونَ عَلَيْهَا غدوًّا وَعَشيًّا وَيَوْمَ تَقوم السَّاعَة أَدْخلوا آلَ فرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَاب )) (غافر:46). فإن الآية تشير الى أن فرعون في حياة ولكنها تختلف بعض الإختلاف عن الحياة الدنيا وهذه الحياة البرزخ ثم بعدها يوم القيامة.
وغيرها من الآيات.
ب- الشاهد العقلي:
والدليل عليه من العقل كما عبَّر البعض: إن عالم الملك من الماديات، وعالم الملكوت من المجردات، فلا بد أن يكون بينهما برزخ ليس في لطافة المجردات، ولا في كثافة الماديات، وإلاّ وجدت الطفرة في الوجود.
2- وما الغاية من وجوده؟
يظهر من بعض الروايات أن في عالم البرزخ هناك مَن يتاح له أن يتكامل.
ففي رواية عن حفص قال: سمعت موسى بن جعفر -عليهما السلام- يقول لرجل: أتحب البقاء في الدنيا؟ فقال: نعم، فقال: ولم؟ قال: لقراءة قل هو الله أحد، فسكت عنه، فقال له بعد ساعة: يا حفص مَن مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علم في قبره ليرفع الله به من درجته فإن درجات الجنة على قدر آيات القرآن يقال له: اقرأ وارق ، فيقرأ ثم يرقى. (الكافي ج2 ص606). هذا بالإضافة الى أن أعمال الأحياء تصل الى الأموات فتكون تلك الأعمال لهم زيادة في الدرجات.