بقلم: علاء اللامي
لقد جاء في الروايات الواردة عن النبي الأكرم محمد -صلى الله عليه وآله وسلَّم- أنه لو لم يبقى من الدهر إلا يوم لطول الله ذلك اليوم برجل من أهل بيتي يواطئ اسمه إسمي وكنيته كنيتي فيملئها قسطاً وعدلاً كما ملئت ضلماً وجورًا. إذن لا بُدَّ للأمة الإسلامية من منقذ بعدما وصل بها الحال الى الضياع، فالأنبياء والرسل بل والكتب السماوية تبشر بهذا اليوم الموعود الذي يعتبر نتاج الأنبياء وثمرة جهودهم على مر العصور، وهو تحقيق الدولة الإلهية العادلة، فقد جاء في المحاضرة الثامنة للمحقق الصرخي الحسني -دام ظله- من بحث (الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلّم-) قوله:
(بشارة موسى التوراتيّة ثمّ بشارة عيسى الإنجيليّة ثمّ تأتي البشارة المحمديّة القرآنيّة التي تُبَشّر بالمهديّ خاتم الخلفاء الأئمّة المصلحين -عليهم السلام- الذي يكون على يديه النصر والفتح القريب {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}، وقد جعل القرآن هذا المعنى في مقابل الجهاد بالأموال والأنفس والذي يحتمل فيه أيضًا نصرٌ وفتحٌ، قال تعالى: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (سورة الصف)؛ لكن هذا الجهاد والنصر يختلف عن النصر والفتح القريب والبُشرى للمؤمنين الذي يكون في خلافة المهديّ الموعود -عليه السلام-.