الكاتب علاء اللامي
إن الأساس في القضية الحسينية هو الفكر ويقظة الضمير وهذا ما أشار إليه المحقق الصرخي في بيانه ((رقم -69- محطات في مسير كربلاء))إنه لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال ، هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الإنحراف والوقوع في الفساد والإفساد فلا نكون في إصلاح ولا من أهل الصلاح والإصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الامين-عليهما الصلاة والسلام-.
إذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين-عليه السلام- ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين-عليه وعلى آله الصلاة والسلام- في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار .
فرواية الحسين-عليه السلام- ((من سمع واعيتنا أهل البيت ولم ينصرنا أكبه الله على منخريه في نار جهنم))
فالنسئل أنفسنا هل إن واعية الحسين سلعة أم بضاعة تشترى وتباع، أم أنها الفكر الخالد والمنهاج الواضح الذي لم يتغيربتغير الدهور، وأين ترجمان هذا الفكر والناطق بالحق في زمن يسود به الظلم والفساد، ضعوا أصابعكم على من تشائون وزنوهم بميزان العدل وسوف تعلمون هل هم حقاً واعية الحسين أم مكر يزيد فالقوم كما قال الفرزدق قلوبهم معك وسيوفهم عليك ودائماً نجد من يمثل الحق نوراً صاطعاً ومتداداً طبيعياً صادقاً لواعية الحسين نجده دارت به الدوائر كما دارت بالحسين ومن معه فالناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم متى ما محصوا بالبلاء قل الديانون نعم ياسيدي يا أبا عبد الله قل من يسلك طريق الحق والواعية التي أطلقتها قبل 1400 سنة قل من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قل من يحوط أهل الحق بقلبه وعقله قل من يدافع عن الحق وأهله ما أتعس العباد كم حسين يخذل وهم نائمون وفي غفلتهم ضائعون وللطغاة وأئمة الضلال مطيعون فإنا لله وإنا إليه راجعون.