تصفية النفس من دلائل المواطنة الصالحة
الخير و الشر ، الصلاح و الانحراف ، العقل و هوى النفس ، دلائل تشير إلى أن الانسان دائماً ما يتعرض إلى المواقف الحرجة مما تجعله يقف أمام مفترق طرق أو طريقان لا ثالث لهما فإما النجاة و الخلاص و إما الهلاك و سوء العاقبة وهنا يكون في وضع لا يُحسد عليه لكنه بفضل عدة مقدمات ابرزها العقل والتي تجعله يخرج منها بنتائج لا بأس بها تضمن له الخلاص و السير في طريق التكامل الإنساني ومن جميع الاتجاهات ، ولم تقف سبل الخلاص هنا بل أن تصفية النفس من شوائب هوى النفس و منغصات الحياة و محاسبتها كل يوم لهي من أفضل الحلول الناجعة في طريق راحة البال و القضاء على هوى النفس وما يرتبط بها من مخلفات سلبية تؤدي إلى خسران الدارين و الولوج في مستنقع التيه و الضلال ، لكن ومع تنقية النفس و ترويضها جيداً على الطاعة و العبادة الصالحة الخالصة لوجه الله تعالى و الذوبان الكامل مع توجيهات السماء بما تضمنته من احكام و تشريعات تتعلق ببناء الانسان الصالح حينها يكون تعويد النفس على ذلك المضمار من المنجيات في الدنيا و الفوز بسعادة الآخرة وخير ما نستشهد به في إثبات أهمية تصفية النفس من الذنوب و المعاصي و حرص الشارع المقدس على ديمومية هذا العمل الصالح يومياً ما جاء عن رسولنا الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) حينما أرس سرية للقتال فعندما رجعوا قال لهم : (( مرحباً بقومٍ قضوا الجهاد الأصغر و بقي عليهم الجهاد الأكبر . فقيل يا رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - وما الجهاد الأكبر قال - صلى الله عليه و آله و سلم - جهاد النفس )) نعم إنه لأعظم درجة في تصنيفات الجهاد فما أجمل أن يحتكم الانسان إلى العقل و لغته النبيلة و يترك لغة التهور و العبودية للشيطان و هوى النفس فيعم الخير و الصلاح في مختلف أرجاء المعمورة فالعقل هو القائد الصحيح لكل بني البشر و ليس النفس الأمارة بالسوء و التيه و الضلال و الانحراف ، ولعل الاولياء الصالحين و الخلفاء الراشدين و الصحابة الاكرمين ( رضي الله عنهم اجمعين ) و الكثير من المفكرين و العلماء العاملين و الأصوات الحرة و الأقلام الشريفة التي تؤمن بالمواطنة الصالحة و الرافضة لمنطق الماسونية وما جاءت به من مظاهر الانحراف الديني و الانحطاط و الانحلال الأخلاقي و التي تريد من ورائه ضرب الإسلام و قيمه السمحاء بعدما وجه لها صفة قوية جعلتها تترنح في مكانها من خلال ضرب المخططات و كشف المؤامرات التي صنعتها من خلف الكواليس فقد عقدت جل آمالها على نشر ثقافة اتباع الهوى و النفس المنحرفة فكانت الساحة العربية تضج بالاصوات الإسلامية التي صدحت بنشر قيم و مبادئ ديننا الحنيف في مختلف المجتمعات الإنسانية و عملت على تأسيس التوعية الفكرية و الأخلاقية و الدعوات إلى مواجهة أهداف الماسونية بوعي كبير و إدراك حازم عبر ترويض النفس و صقلها بما يرفع من شأنها و يجدد فيها روح العبادة الصالحة ولعل المربي الفاضل الأستاذ الصرخي الحسني في طليعة الأصوات التي نادت إلى تصفية النفس من شوائب الانحراف و الانحلال الأخلاقي، و دعت إلى السمو بها إلى درجات التكامل في جميع جوانب الحياة جاء ذلك في كتابه الموسوم الطهارة ضمن سلسلة أبواب رسالته العملية حيث يقول : ((علينا العمل على تصفية النفس من رواسب الذنوب وذلك بالأعمال الصالحة الباعثة على توفير رصيد الحسنات وزيادته وبالتالي تلاشي السيئات ولا يكفي مجرد قول : أستغفر الله . ))
https://c.top4top.net/p_8143xqpi1.png بقلم // احمد الخالدي