اخر الاخبار

الأحد , 29 أبريل , 2018


الاقتراض من المصارف الاهلية و نظرة الشارع المقدس لها
تتعرض الطبقات المتدنية في المستوى المعيشي إلى انخفاض شديد في القدرة الشرائية، وقد تدفع بافرادها إلى البحث عن طرق تساعدهم في التخفيف من وطأة الازمات المالية التي تعصف بهم، ولعل من أبرز تلك السبل هي اللجوء إلى الاقتراض من المصارف الأهلية التابعة لأصحاب رؤوس الأموال الضخمة، أو المستثمرين في هذا المجال، فهي تستخدم أنظمة وقف الإسلام منها موقف حقيقي، وقد عالجها، و بشكل مفصل آخذاً بنظر الاعتبار الحاجة الماسة التي تدفع بالمواطن إلى الاقتراض منهما، و كذلك وضع الحلول المناسبة التي ترضي جميع الأطراف فلم يبخس حق كل واحدٍ منهما، وخير مَنْ جسد تلك الحقيقة على أرض الواقع المفكر العالمي محمد باقر الصدر ( قدس سره) في كتابه الشهير البنك اللاربوي في الإسلام، فهو يُعد في الفكر الإسلامي رائعة من روائعه القيمة المفيدة، و التجربة الناضجة في بناء مؤسسة مالية، أو مصرف يعمل بنظام الفوائد المستحقة على القروض الممنوحة من قبله، و وفق سياقات دقيقة قادرة على تحقيق الأرباح له، و بالتالي تشغيلها بكامل كادرها الإداري مع القدرة الفائقة على كسب الأموال اللازمة لعمل تلك المصارف الاهلية شريطة بناءها على وفق الشروط، و النظام الذي أرسى قواعده السيد الصدر الأول ( قدس سره ) في كتابه أعلاه، فيخرج بهذه الاعتبارات كل أوجه الربا، و السحت الحرام، و تكون الأموال الداخلة، و الخارجة من، و إلى المصرف الأهلي تدار تبعاً لأيديولوجيات الإسلام المحمدي الأصيل لكن ماذا نقول لابن آدم ؟ لماذا لا يأخذ بطرق الإسلام التي تقيه نار جهنم، و سعير الآخرة ؟ فهل الحرام أسمى، و أقرب للتقوى من الحلال، و عيش الحلال، و المال الحلال لا ندري ماهي الأسباب التي تقف وراء ذلك ؟ ومع ما تشهده الشعوب الإسلامية من تصاعد مظاهر الاقتراض، و اساليبها البعيدة عن تعاليم، و أحكام ديننا الحنيف خاصة بعد أن عصفت بها رياح الفقر، و البطالة، و غلاء المعيشة من جهة، و تزايد الجشع، و الكسب الغير مشروع لدى أصحاب الأموال، و تأسيسهم لمصارف تابعة لهم لا تخضع لرقابة الدولة من جهة أخرى، فسنوا لها الأنظمة المجحفة، و الشروط التعجيزية التي فرضت القيود الصارمة، و المتعسفة على المقترضين منها، فقد أعادة باساليبها تلك قيود الجاهلية، فقامت بفرض مبالغ كبيرة من الفوائد المترتبة على القروض التي تمنحها لكل مَنْ يطرق بابها، وهذا هو الربا، و السحت الحرام بعينه، وقد أوقعت المسلم المقترض في مطبات شرعية، و جعلته يرتكب المحرم عند السماء بدليل قولها ( أحلَّ الله البيع و حرم الربا ) و رغم هذا التحذير الرباني إلا أنها لم تصغِ له، ولا لعواقبه المخزية، فالمهم عندها جني الأموال الطائلة من وراء فرض الفوائد الكبيرة على كل مقترض منها، وهذا ما نهى عنه المرجع الديني الصرخي الحسني، وخلال رده على استفتاء وجه له، وهذا نصه :(هل يجوز الاقتراض من مصرف أهلي مبلغ من المال مقابل فائدة معينة يقوم المصرف باقتطاع الفائدة مقدماً من المبلغ قبل تسليمه، ويقوم المقترض بالتسديد أقساط شهرية) فأجاب السيد الأستاذ على فحوى هذا الاستفتاء قائلاً :(( لا يجوز ذلك و الله العالم )) فلنتقي ناراً مستعرة لا ترحم مستغيثها و طالب شفاعتها، و لنأكل زادنا بالحلال الطيب .
https://www.gulf-up.com/01-2018/1515523839331.jpg


القراء 494

التعليقات

اثير_محمد

(هل يجوز الاقتراض من مصرف أهلي مبلغ من المال مقابل فائدة معينة يقوم المصرف باقتطاع الفائدة مقدماً من المبلغ قبل تسليمه، ويقوم المقترض بالتسديد أقساط شهرية) فأجاب السيد الأستاذ على فحوى هذا الاستفتاء قائلاً :(( لا يجوز ذلك و الله العالم )) فلنتقي ناراً مستعرة لا ترحم مستغيثها و طالب شفاعتها، و لنأكل زادنا بالحلال الطيب .

مقالات ذات صلة

المعلم الاستاذ : ما عندنا لدفع الشبهات و الفتنة الكبرى التي تجتاح المجتمع

مَنْ الأولى بالاعتقاد و التصديق السماع أم الدليل القاطع ؟ الحسني كاشفا

الصرخي : التصوف من عمل الجواسيس فلماذا سار عليه الاستاذ و لعشرات السنين ؟

محمد الخيكاني يكتب : إذا كان العرفان مخطط استعماري فلماذا سار الصدر عليه لسنين طِوال ؟ الحسني متسائلا

الاستاذ المهندس : شيخ المشايخ و زعيم الزعماء و يخالف البديهية !

الاستاذ المهندس : من أين عرف الصدر جماعة السالكين وأسماؤهم وهو لا يرتبط بهم بصلة ؟

رداً على الكاتبة بنت الهدى : النقاش العلمي لا ضير فيه . الصرخي إنموذجا

الاستاذ المحقق : خلافة المارقة لا تمثل الاسلام

حكم تغسيل الميت المصاب بمرض كورونا في فقه المرجع الصرخي

الاستاذ المعلم : مَنْ يُخطئ بآية كيف يكون معصوما !؟

بعد السابقين ثالث القوم داعيكم الزعيم !! الحسني كاشفا

شبابنا المسلم الواعد و مهمة إحياء تراثنا الاسلامي العريق . فاجعة البقيع انموذجا

الفيلسوف الاستاذ : و يدعي الصدر أن العرفان من افكاره الجديدة التي أوجدها

الاستاذ المحقق : ادعاءات الصدر على القرآن هو منبع للسلوكية لتأصيل عقائدهم الفاسدة و انحرافاتهم

المفكر الصرخي : النظام الرأسمالي لم يُبنَ على فلسفة مادّيّة للحياة

المعلم الحسني : الرأسمالية تتبنى فصل الحياة عن الايمان بالله تعالى

المعلم الحسني : الرأسمالية تتبنى فصل الحياة عن الايمان بالله تعالى

متى كان المشعوذ يصلح لإثبات عصمة الانسان من عدمه ؟ الفيلسوف الحسني مُخَطِّئَا

الصرخي مغردا : الشاعر الاديب لا يصلح للتدقيق و الفقاهة فضلاً عن المرجعية

الاستاذ المهندس : كيف يدَّعي الصدر النقص و التناقض و القبح و الشر في القرآن ؟

المعلم الحسني : لمَّا تكون الطائفية هي الحاكم لا يوجد مَنْ يهتم للمساكين و الابرياء . النازحون انموذجا

النصح لا يستلزم ان يكون صاحبه معصوماً و كاملاً على الأطلاق . الصرخي مؤكدا

هل الذلة و المهانة تتناسب مع الحنكة و الشجاعة ؟ الصرخي متسائلا

هل الذلة و المهانة تتناسب مع الحنكة و الشجاعة ؟ الصرخي متسائلا

المهندس الحسني : نحن لا ندعو للحرب و الإرهاب

الأمانة العلمية ديدن الأعلم بالأصول

شبابنا الواعد : رسول الله قدوتنا

المحقق الصرخي : الولاية الصادقة لا تجتمع معها الولاية الباطلة

فلسفتنا بأسلوبٍ و بيانٍ واضح : تسلسل المفاهيم المادية في عقلية الرأسمالية

المهندس الحسني : لا نستغرب من أفعال الدواعش عندما يخربون كل شيء

المعلم الصرخي : ملايين الناس في البراري ولا يوجد مَنْ يهتم لهؤلاء الأبرياء

قدموا الغالي و النفيس نصرةً للحق المبين... شهداء الشعبانية أنموذجا

فلسفتنا بأسلوب و بيان واضح : سعادة الفرد تتوقف على صلاح المسؤولين

أكل اللحوم غير المُذكاة في فقه الأستاذ الحسني

على خُطى الصرخي شبابنا الواعد يسيرون

فلسفتنا بأسلوب و بيانٍ واضح : حبُّ الذات أساس كل الغرائز

المعلم الأستاذ : الأشد على الأمة من الدجال هم أئمة الضلالة

الحوار العلمي بين التطبيق الواقعي للأعلم بالأصول و بين تهريج العناوين المصطنعة

إقصاء الأعلم ليس من مستحدثات العصر

متى يُظهِر العالمُ علمَه ؟



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net