الأستاذ المحقق : سلاطين الدواعش تودع الدنيا بالخمور و اللهو و الشراب و الطرب
الثلاثاء , 18 سبتمبر , 2018
الأستاذ المحقق : سلاطين الدواعش تودع الدنيا بالخمور و اللهو و الشراب و الطرب عندما نقرأ التاريخ بدقة، و بكل موضوعية، و مهنية، فإننا سنجد الكثير من الأحداث ذات الوقع الكبير على مسار التاريخ، فكلما تقدمنا أكثر فأكثر في أروقته فحتماً سنكون أمام وقائع قد غيرت مجريات الأحداث، و أحدثت فيها تغييراً جذرياً، إما سلباً أو بالإيجاب، فإذا كانت بالإيجاب ففيها النفع الذي يعود على البشرية جمعاء، و إما إنْ كانت سلباً فإنها الطامة الكبرى لما ستخلفه من آثار وخيمة عليها، و الذي يهمنا ما تعرضت له الأمة الإسلامية من مصائب جمة تجرعت سمها على يد منتحلي العناوين المرموقة في المجتمع تأتي في مقدمتها صفة القائد، أو القيادة الروحية و الدينية، وهذا ما كان سبباً مباشراً في جر الويلات عليها، لأنه كيفما تكون القيادة تكن الأمة، فكما يُقال الأمة بقائدها، فكيف بنا، و نحن نرى أن راعي، و قائد الأمة يقضي معظم وقته في مجالس اللهو، و الطرب، و الشراب و الخمور ؟! يقيناً سنرى الرعية لا تأمر بالمعروف، و لا تنهى عن منكر بل على العكس ستأمر بالمنكر، و تنهى عن المعروف، ولعلَّ هذه السمة السيئة نراها تنطبق على دولة الخرافة الشيطانية، و عنوان بارز لكل مَنْ سار بركابها المنحرفة، ففي أبسط مقارنة بينها، و بين دولة الإسلام الشريف التي قادها الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) نجد الفرق الشاسع بينهما رغم أن دولة داعش تدعي الصبغة الإسلامية، و أنها تمثل الأنموذج الأصلح لقيم، و مبادئ الإسلام، و لكنه أي أسلام ؟! إنه الإسلام الصهيوني الشيطاني لو صح التعبير، فكل رجالات ديننا الحنيف سواء من الأولين، و الآخرين نجدهم أهل تقوى، و إيمان، و خُلُق، و أخلاق، و سيرة حسنة جعلتهم القدوة الحسنة بكل ما تعنيه الكلمة، بينما نجد رجالات دولة داعش يودعون الدنيا بالخمور و اللهو و الطرب و الخمور و الشراب في سابقة لم تشهد الدولة الإسلامية لا في عصر الرسول ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ولا في زمن خلفائه الراشدين، ولا في أيام صحبه الكرام ( رضي الله عنهم ) فبعد كل هذا هل يمكن أن نسمي دولة الخرافة أنها دولة إسلامية ؟ حقاً أنها دولة أكثر مما تكون علمانية، فقيادتها بعيدة عن روح الإسلام، وعن القيادات الحكيمة للإسلام، وتلك الحقائق لم تكن خافية عن المؤرخين، و الباحثين عنها حتى أن ابن العبري (246) واصفاً هؤلاء القادة بأنهم لصوص، و أن منهجهم التكفيري القائم على قتل النساء، و الأطفال، و حتى التجار الذين يقصدون البلدان للتجارة ليس بتصرف الأحرار، ولا تصرف الملوك، و هم حتى في أوقات الضيق، و الحرج، فكانوا كمَنْ يُودع الدنيا، و زينتها الفانية بالتمتع، و اللهو، و الشراب، و الطرب، وقد كشف المحقق الصرخي الحسني هذه الحقائق في المحاضرة (48) في 11/8/2017 ضمن بحث وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الأسطوري قائلاً : (هذا هو واقع حال السلاطين، الخلفاء، أئمة المسلمين و أمراء المؤمنين، و لا أدري لماذا التزييف و التدليس بتسميتها بالدول و الحكومات الإسلامية وهي في حقيقتها، و واقعها علمانية، و أكثر انفتاحاً و إباحية، و علمانية من العلمانية نفسها ؟) انتهى .