الشور شُعلة الإسلام الوهاجة بالوسطية و الاعتدال بقلم /// الكاتب احمد الخالدي يسعى ديننا الحنيف إلى زرع بذور الوحدة، و نشر قيم التلاحم الاجتماعي بين جميع أبنائه فكانت مفاهيم الوسطية، و قيم الاعتدال الأخلاقي، خير وسيلة لقيام الوحدة الحقيقية على أرض الواقع، و التي رأت النور أيام الرسول الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ولنا في حادثة المؤاخاة بين المسلمين خير تجربة إنسانية أعطت نتائجها الإيجابية في المجتمع الذي بدأ ينطلق منها لتأسيس دولة الوحدة، و نبذ كل ما من شأنه أن يعكر صفو تلك الأجواء المثالية، ومن هنا نستطيع القول أن الوسطية، و الاعتدال تبقى غير مجدية نفعاً مالم تتوفر لها المقدمات الناجعة التي تسبقها كي تجعلها أكثر نجاحاً، وعلى جميع المستويات المحلية، و الدولية، فالمشهد العالمي بات يئن من الأزمات الأخلاقية، و التدهور الخطير، وخاصة في واقع الشباب الذي ينذر بعواقب وخيمة لا يُحمد عقباها ؛ بسبب ما تواجهه هذه الشريحة من المشاكل الجمة التي تؤثر عليها، و بشكل مباشر فتضعها في مهاوي الانحراف، و دهاليز الضلال، وفي مقدمتها انتشار غير مسبوق للمخدرات، و دور الفساد الأخلاقي، و الرذيلة التي تتزامن مع انتشار الأفكار الإلحادية التي تريد النيل من تعاليم، و تشريعات الإسلام ومنها ضربها من الأساس بالبدع، و الشبهات المنحرفة بدعوى أنها تختص فقط، و فقط بالعصور الأولى للإسلام، و أنها تخالف ما توصلت إليه البشرية من تطور تكنولوجي لا يتماشى مع ما كان عليه في تلك العصور المتقدمة، فأخذت تعربد بين الشباب بسبب غياب الدور الثقافي، و الوعي العلمي عند هذه الطبقة الاجتماعية المهمة، ومع بزوغ فجر الشور، وعلى يد مجموعة من الشباب حملة الفكر الناضج، و الوعي الثقافي من أبناء مشروع الشباب المسلم المؤمن بقضيته، و مشروعية رسالته، فأخذ على عاتقه التصدي للإلحاد، و الانحراف الأخلاقي بين الشباب من خلال تبنيه عدة مشاريع كان في مقدمتها التعريف بالإسلام المحمدي الأصيل عبر انتهاج منهج الشور، فخرجت المواكب، و صدحت حناجرهم بالمهرجانات الفنية، و الثقافية و لعل مكاتب المعلم الصرخي الحسني في معظم مدن العراق كان لها السبق في رسم صورة الإبداع الحقيقي للشور الوسطي المعتدل، فزرعت بذورها الصالحة لا الفاسدة بين المسلمين، و حثهم على التصدي للفكر المنحرف، و تكثيف الجهود لإقامة الندوات العلمية، و إعطاء الدروس الثقافية التي تكشف حقيقة العصابات التكفيرية، فالشور الشُعلة الوقادة التي تنير طريق شبابنا، و تأخذ بأيديهم نحو جادة الصواب، و تنمي فيهم حُبَّ العبادة، و الطاعة الخالصة لله (سبحانه و تعالى) وهذا ما يجعل الآباء أمام مفترق طرق، و تقع على عاتقهم مسؤولية حماية فلذات أكبادهم من الولوج في مخاطر الإلحاد، و الانخراط مع العصابات الإرهابية، و الجريمة المنظمة، و الفساد، و الانحراف، و المخدرات، فالشور هو الوقاية الصحيحة من ظلمات تلك الأهوال وكما تقول الحكمة الوقاية خير من العلاج .