أشبال و شباب الشور و فهم تمامية رسالة الإسلام الشريفة .
بقلم // الكاتب احمد الخالدي
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا عن ثلاث : صدقةٌ جارية، و علمٌ يُنتفع به، و ولدٌ صالح يدعو له )) إن ما يفيدنا في المقام هو دور الآباء في تقويم حياة الأبناء بما يتماشى مع القيم الإسلام من خلال غرس مقدمات العبادة لله ( سبحانه و تعالى) و التربية الأخلاقية، ومنذ نعومة أظفارهم ؛ كي يكونوا بحق قادة المستقبل، و حملة الفكر الناضج، و عباداً صالحين، و على أتم الاستعداد لبناء الإنسان المثالي الصالح في قادم الأيام فتنتفع الأمة من جهودهم المشرقة بالغد السعيد، و هذا طبعاً لا يأتي من تلقاء نفسه بل لابد من تعب، و سهر الليالي، و بذل الجهود الكبيرة من قبل الآباء قولاً، و فعلاً لا مجرد أوهام، و شعارات نطلقها أمام الآخرين لنظهر بصورة المصلح، ونحن لا نعي أهمية الجوهرة التي بين أيدينا، ولم نؤدي حقوقها أصلاً، إذاً وطبقاً لما نصت عليه القوانين الإلهية التي اختصت برسم خارطة طريق الأخلاق، و أسلوب التعامل مع الأبناء، وحجم المسؤولية الملقاة على عاتق الآباء تجاه الأولاد فمن هذا المنطلق، فيكون لزاماً عليهم تربية الأبناء بالشكل الصحيح، و تقويم حياتهم بما يخدم مشاريع الإنسانية الصالحة، و منحهم الحقوق التي أقرتها السماء لهم، ومن أهمها التوعية الدينية، و الأخلاقية، واليوم نحن نجد مصاديق الإصلاح الحقيقي كسفينة الشور مثلاً – لا على سبيل الحصر – فهي تسير في عرض المحيطات دون أن تتأثر بما يجري حولها من أهوال، و كوارث اجتماعية أطاحت بالمجتمع حتى أنهار أمامها الكثير من العباد، و البلاد،فنجد شباب، و أشبال الشور الأنموذج الصالح لشباب، و أشبال الأمة الإسلامية، و عنوان واجهتها المشرفة أمام العالم بأسره، فحريٌ بنا نحن الآباء أن نقدم كل سبل انخراط أبنائنا في ركاب سفينة الشور كي نحصد ثمار غداً ما زرعناها اليوم، فنصنع منهم القادة العظام، وعلى قدر كبير من الأخلاقية، و الوسطية، و الاعتدال، و حملة الفكر الإسلامي الناجح، فالأخلاق لا تكتسب بدراسة العلوم، ولا بكثرة القراءة، و الكتابة، إنما هي صفة حميدة تحصل للإنسان بالتمرين على انتهاج السلوك السوي في التعامل مع الآخرين، وهي نتاج للفكر السماوي السامي التي تعتبر أساساً معرفياً، و قيمياً أصيلاً في منظومة الأخلاق المحمدية ( إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) التي وجدت لاحترام الإنسان، و إعلاء مبادئ الفضيلة، و التسامح، و الترابط و تقبل الرأي الآخر، و تعول عليها المجتمعات على اختلاف عقائدها لمواكبة ركب عالمية الحضارة الإنسانية، و التي بذلت من أجلها جهوداً كبيرة لتضمين دراستها في المناهج التربوية، و التعليمية، بهدف بناء أجيال تعي دورها الريادي في الحياة، فكانت بحق هيآت الشور سباقة إلى احتضان أرباب القلوب الناصعة ( أشبال و شباب ) و اجتذاب عقولهم الفتية إلى القران الكريم، و تلاوته حق تلاوة، فرسخت في وجدانهم أن الخوض في غمار إعلاء شعائر الله تعالى، و ارتقاء المنبر الحسيني، و ترجمة نتاجهم المهني من سلامة نظم، و عراقة أطوار يبدأ من فهم أن التالين للكتاب المجيد هم أهل القران، هم أهل الله، و خاصته، و التلاوة تورث الدرجات العليا في جنات المأوى، فكل حرف من القران يُقرأ بعشر حسنات، و به تنال شفاعة القران يوم الورود على الحوض، فالله الله في أولادنا، الله الله في فلذات أكبادنا .
https://b.top4top.net/p_9489iuy01.png