الأستاذ المعلم : الابتعاد عن الفتنة منهجاً و سلوكاً
قال الله –تعالى- ( الفتنة أشد من القتل ) الفتنة نار مهلكة كما يصفها أهل الحل، و العقد، وهي وكما وصفها الله -سبحانه و تعالى- في كتابه المجيد أشد وقعاً و أثراً مُهلكاً من القتل فالفتنة تحرق الأخضر قبل اليابس، و هي إن حلت في دار قومٍ ما كانت فيهم كالنار في الهشيم لا ترحم الشيخ الكبير، ولا الطفل الصغير، ولا تفرق بين المريض، أو العليل، ولا ترتبط بزمان، ولا يحدها مكان، ولا يُعرف لها من مقدمات تسبقها إذا نزلت بدار قومٍ ما فالويل كل الويل من سعيرها، ولا يسلم من خطرها إلا مَنْ تحصن بحصن الإسلام، و اتبع نهج نبينا الأصيل، و تسلح بفكره الرصين، وهذا مما لا شك فيه، و لا تأويل فالجاهل مَنْ أغتر بزخارف الدنيا، و زينتها الفانية، ولم يعد العدة ليوم تتلاطم فيه أمواج الفتن، و الطائفية في المجتمع، و تفعل فعلتها فتحيل نهاره ليلاً، و أفراحه حزناً، و ألماً فلا يُعرف عندها الصالح من الطالح، و العدو من الصديق، و مخطأ كل مَنْ يظن عكس ذلك، وكما قلنا مَنْ أمتحن الله تعالى قلبه بالإيمان، و ثبات العزيمة في الصدق مع الله -تعالى- و الإخلاص في النية، و العكوف على عبادته، و لزوم طاعته حينها يكون المسلم في مأمن من مخاطر الفتن، و مضلات الفتن، و الطائفية، و شرها المستعر، وهذا ما يدعونا إلى الحذر كل الحذر من تلك الآفة الضارة التي لا زالت تعمل جاهدةً، و تتحين الفرص للفتك بالجسد الإسلامي بين الحين، و الآخر فلا خلاص منها، ومن شرها إلا بترويض النفس على العبادة الصالحة الصحيحة، و تعويدها على الإخلاص لله –تعالى- و تجنب الوقوع في الفتن سواء أكانت الفتن صغيرة، أم كبيرة، ولا فرق في ذلك، وهذا ما كشف عنه شيخ المحققين الصرخي الحسني في بحثه العقائدي، و الموسوم ( الدجال ) حيث يقول : ( لا يكفي الابتعاد وعدم الوقوع في الفتنة، أو في الفتن الكبيرة، بل يجب ترويض النفس، وأنْ يكون الابتعاد عن جميع الفتن الصغيرة، والكبيرة, وأنْ يكون الابتعاد ليس للسلامة الدنيوية، أو الشخصية، أو الجزئية، بل يجب أنْ يكون الابتعاد منهجًا، وسلوكًا، ورسالة وأمرًا، ونهيًا، وجهادًا، واعتقادًا، ويقينًا ) فكم من نفوس بريئة ذهبت ضحية الفتن و انحرافاتها ؟ وكم من أرواح مظلومة سقطت جراء الفتن، و غرورها ؟ وكم من عائلة آمنة في بيوتاتها، و أوطانها ذاقت الأمرين فنزحت تاركة الديار لتسكن الصحاري، و القفار بسبب الفتن، و ويلاتها و الطائفية و مآسيها ؟ فالفتنة نار مستعرة لا تعرف للرحمة، و الإنسانية معنى و لا ديناً .
http://c.up-00.com/2018/11/154230681056521.jpg?fbclid=IwAR3m0wM2n-alWFJCvxd4jmm4mEOH-nQJAW5XubY-adsraE945up5w0pPHg8 بقلم /// الكاتب احمد الخالدي