مدرسة الشور وسيلة إصلاحية غايتها رسالة تربوية إيمانية
السبت , 24 نوفمبر , 2018
مدرسة الشور وسيلة إصلاحية غايتها رسالة تربوية إيمانية قال سبحانه و تعالى ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ) من المعروف أن الأنبياء ( عليهم السلام ) جاءوا برسالات الإصلاح لهداية البشرية إلى العبادة الخالصة لله – جل و علا - و عدم طاعة الشيطان و عدم الاغترار بأمانيه و الحذر من السقوط بدهاليز منكراته الضالة التي تريد النيل من الإنسان و بأي شكل من الأشكال من هنا كانت رسالة المصلحين وعلى اختلاف مستوياتهم تعمل ليل نهار على نجاة هذا الكائن الحي حتى لا يخرج من دائرة الإيمان و الطاعة لله – تعالى – و يبقى داخل محورها يقدم ما ينفعه غداً إذن لابد من تحقيق التكامل الفكري و العلمي و الأخلاقي و النفسي و الاجتماعي لكن هذا لا يأتي من فراغ مما يتطلب وجود مقدمات النجاح في الحياة و طرق إدارتها بالشكل الصحيح بما يتماشى مع تشريعات و تعاليم السماء ولعل من أبرز تلك المقدمات هو العمل بمنطق الإصلاح الحقيقي و تطبيقه على أرض الواقع شكلاً و مضموناً لا مجرد شعارات براقة و عناوين مزيفة ولعلنا نجد فيما تقدمه مدرسة الشور من مشاريع شبابية حيوية ناجحة و سُبل نجاة ناجعة للإنسانية أجمع فهي باتت اليوم بأمس الحاجة إلى مثل هكذا مشاريع شبابية ذات طاقات تمتلك كل الخيارات المفتوحة و اللازمة لإنقاذ الأمة من ظلمات الجهل و التخلف للجماعات التكفيرية أتباع منهج التدليس و التزييف و القتل و الإرهاب الفكري الذي خلف وراءه دماراً هائلاً في العقول و الفكر العربي خاصة عند شريحة الشباب الذي بدأ تظهر عليه الآثار السلبية يوماً بعد يوم لهذا الفكر المنحرف عن قيم و تعاليم الإسلام الشريف من جهة، ومن جهة أخرى ومما زاد في الطين بله ما ينشره أصحاب الإلحاد و دعاة الكفر و الشرك و محاولاتهم اليائسة في إشاعة الأفكار المسمومة ؛ لقتل روح الإسلام في قلوب و ضمائر الشباب المسلم و الترويج للشبهات و البدع التي تنتهك المفاهيم و الأحكام القرآنية بغية التشكيك في صحتها و عدم تماميتها وكونها لا تتناسب مع معطيات العصر الحديث وما يشهده من قفزة نوعية كبيرة في جميع مجالات التكنولوجيا و التطور العلمي في كافة نواحي الحياة الذي يعيشه العالم اليوم و أنه جاء لفترة ما و انتهت صلاحيته في وقتنا الحاضر وهذا ما تصدى له و بكل حزم الأستاذ المحقق الصرخي الحسني في بحوثه السامقة ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ) و ( وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الأسطوري ) و أيضاً قادة و رجالات منهج الشور بما يطرحونه من مفاهيم صحيحة و قيم تنشر الوسطية و الاعتدال تعمل على تجسيد الإصلاح بحذافيره التي سطرتها الأنامل الشريفة للرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و أصبحت فيما بعد منهجاً قويماً يتعبد به كل مَنْ سار على طريق سُنته الشريفة من خلفاء راشدين و صحابة كرام ( رضي الله عنهم ) ومن بعدهم المجتمع الإسلامي بأسره وعلى اختلاف مذاهبه و انتماءاته الاجتماعية فالشور مدرسة أخلاقية تقوائية وسطية هي وسيلة لغاية أسمى تسعى لإيصال رسالتها التربوية الإيمانية إلى كافة أنحاء المعمورة حتى يعم الأمن و الأمان و تعيش الإنسانية بعزة و كرامة و حياة حرة وفي قرية واحدة تحت راية العدل و المساواة و قائدها الإمام المهدي ( عليه السلام ) .
الشعائر الدينية المعتدلة المتمثلة بمجالس الشور والبندرية المشروعة هي من جملة العلاجات الناجعة التي تحصن الشباب من الانحراف العقائدي والأخلاقي من الإطروحات الإلحادية والمتطرفة والميولات الإباحية والإنحلال الأخلاقي التي فتكت بأخلاق الشباب حتى صار مجتمعنا العربي والإسلامي متهما بالانحلال الأخلاقي