المعلم الأستاذ يضع أساسيات الفكر الصحيح لمسار الإنسان
قال تعالى ( ليهلك مَنْ هلك عن بينة و ليحيي مَنْ حيَّ عن بينة ) يُعد القرآن الكريم من أهم المصادر المعتمدة في الأخذ منها و التعبد بما جاء فيها ؛ كونه دستور السماء الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو الشامل لكل ما سبقه من كتب سماوية و أحداث عاشتها الأمم التي سبقتنا تاريخياً فهذه الأسباب و غيرها التي لا يسع المجال لذكرها جعلت من هذا الكتاب المصدر الأول عند المسلمين كافة فحينما نعود إلى قول الله – تعالى – نجد فيه الدلالات الكثيرة التي تُشير إلى أهمية البينة و دورها الكبير في رسم مسار حياة الفرد و المجتمع فالسماء لم تترك أي شيء إلا وجعلت له بينة أو حجة أو برهان يقوم عليه فمثلاً وجود الله – تعالى – له بينة، نبوة الأنبياء – عليهم السلام – لها بينة، وجود الإنسان نفسه في هذا الكون الفسيح له بينة، فهذه الأمثلة التي سقناها تؤكد أن البينة لها الدور الذي لا يُستهان به في حياتنا و علاوة على ذلك فإن القاضي حينما يُريد النطق بالحكم فإنه قطعاً يستند للبينة الصحيحة الصادقة إذاً فلم يبقى أي مجال للشك أن حياة الفرد تعتمد على البينة وهذا ما يحتم عليه التفكير ملياً فيما يختار و ينتهج منهاجه أو يسير خلفه، فمثلاً إتباعه لمنهج الإسلام لابد و أن يكون عن بينة، إقتدائه بأخلاق الحبيب المصطفى – صلى الله عليه و آله و سلم - يجب أن يكون عن بينة، قوله أنا على مذهب سين من الناس لابد و أن يكون عن بينة فلا مفر له من إختيار البينة التي سوف تكون له الحجة في جوابه غداً في يوم الحساب وهذا ما يتطلب منه التفكير الصحيح كثيراً قبل الخوض في غمار أي شيء وهذا ما أكدت عليه الآية المباركة التي أثبتت أن حياة كل منا تقف أمام خياران فإما الهلاك و إما الحياة وهذا بطبيعة الحال يعتمد على عمق التفكير الذي نسلكه و بالتالي فهو يعود إلى نقطة الصفر من خلال اعتماد البينة الصادقة لا التي ظاهرها عسل مصفى و باطنها السم الزعاف فلتكن يا ابن آدم – عليه السلام – على بينة صحيحة صادقة تنبع من تفكير صحيح يقودك نحو تحقيق التكامل العلمي و الأخلاقي و الاجتماعي و النفسي بما يضمن لك النجاح في نيل سعادة الدارين وقد أشار الأستاذ المعلم الصرخي الحسني لذلك وخلال معرض كلامه في المحاضرة (10) بتاريخ 2/12/2016 من بحثه الموسوم الدولة المارقة في عصر الظهور من عهد الرسول – صلى الله عليه و آله و سلم – بقوله : (( لا بُدَّ أنْ نعرف الطريق الذي نسير فيه، لا بُدَّ أنْ نصحح الأعمال، لا يوجد جهاد ولا صدقة ولا صلاة ولا صيام، إلّا بالبيّنة، وهي الطريق الصحيح والرسول الصحيح والإمام الصحيح والعالم الصحيح والفكر الصحيح. )) .
فاليوم نحن نسير فوق الأرض و غداً لا نعلم ماذا يُفعل بنا ؟ ولا نعلم إلى ما سينتهي حالنا ؟ و كيف ستكون صحائف أعمالنا ؟ فمادامت الروح في الجسد فعلينا تصحيح الأعمال قبل فوات الأوان وأن نعمل صالحاً و كأننا سنعيش أبدا .
https://ibb.co/ZzmLVSc?fbclid=IwAR1r1qLt6JHCefsWsNwBfhZgQxDF2sfqSdrZ7XK557dDc3iIysWzH4zQ1lg بقلم /// الكاتب احمد الخالدي