المرأة مدرسة التضحية و نبراس الشرف و الإباء ... الحوراء زينب أنموذجا
مما لا شك فيه أن الحياة تقوم على ركائز قوية يُعول عليها في إقامة المجتمع الصالح الذي يعتمد كثيراً على نواتها الأولى وهي الأسرة الصالحة و التي تقوم بدورها على نوعية الأفراد الذين يشكلون قوامها الأساس، فالمرأة و الرجل هما الركن الأهم في بناء الأسرة ومن ثم يكون المجتمع، فالمرأة تُشكل نصف المجتمع و لها السبق في تقويم أبناءها و إعدادهم فكرياً و علمياً و اجتماعياً مما يُساهم في دفع عجلة الأمة إلى الأمام و يعطي النتائج الناجعة في المستقبل وهذا بحد ذاته يُعد أولى الخطوات المهمة في قيام المجتمع الإنساني و بالشكل الصحيح فهذه الحقائق التي كتبها التاريخ و سجلها بأحرف من ذهب كانت و ما تزال مفخرة لكل الأجيال فمواقف المرأة كثيرة و سجلها صفحاته مشرقة بيضاء أضحت قدوة لكل نساء العالمين وفي مختلف العصور ولنا في مواقف الحوراء زينب بنت علي ابن أبي طالب – عليه السلام – خير شاهد على المواقف النبيلة التي قدمتها هذه المرأة و خلال سني عمرها الشريف، كيف لا وهي ربيبة البيت المحمدي الأصيل، و الوارثة لكل أخلاقه الحميدة، و العالمة و الفاهمة لكل ما فيه من علوم و معارف محمدية أصيلة، فكانت بحق مدرسة الصبر و عنوان الشرف و دليل منهج الاستقامة التي جاءت به رسالة ديننا الحنيف فهي التي قدمت الأبناء و جادت بكل غالٍ و نفيس لإعلاء كلمة السماء العليا وفي سبيل رفعة الإسلام و الشريعة المحمدية السمحاء فلم تبخل بشيء عن نصرة الإمام الحسين – عليه السلام – وحتى في أصعب الظروف القاسية و المريرة التي عاشها في طف العزة و الإباء فهي لسانه الناطق بالحق الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر و الكاشف لزيف و أباطيل و بدع السلاطين الفاسدين فهي نعم المرأة الصالحة فمبارك للإسلام و للمسلمين بهذه الجوهرة العلمية و مدرسة الأخلاق الحسنة فمبارك ذكرى ميلاد العقيلة، مبارك ميلادكِ سيدتي الجليلة ، مبارك ونحن نستحضرها وأنتِ تنشرين صوت الحقّ في أرجاء قصور الطغاة ، سيدتي ، لقد هدمتِ صرح وشموخ العتاة ،أنتِ إعلام الحسين حين خمدت كل الأصوات ، أنتِ عقيلة الطالبيين دون منازع في المهمات، أنتِ زينب الكبرى في العفّة والجأش والثبات، أنتِ نبراسٌ لكلّ مؤمن و مؤمنة، انتصر بهتافكِ الدم الذي خُضبت به شيبة السبط في الفلوات، قهرتِ استبداد الظالمين، ونكستِ عروشهم بأبلغ العبارات، أنتِ فخرنا وقدوتنا في الثأر للمظلومين في كلّ ميقات، فنهنئ الرسول جدّكِ المصطفى ووالدكِ المرتضى ووالدتكِ الزهراء وأهل بيتكِ الميامين عليهم أزكى الصلوات، وكلّ من سار بنهجهم من الأمّة المسلمة لاسيّما الاستاذ المحقق الصرخي قاهر فكر المارقة منتهكي أعراض الصحابة والحرمات. 5 جمادى الأولى ذكرى ولادة السيدة زينب – عليها السلام - .
https://www.gulf-up.com/01-2018/1516565142231.jpg?fbclid=IwAR3iMZrH8BMGRy3fuTtbn_1uI7U0p7c9d2l42P7FcdX2vGepov4EKTO_auI بقلم /// الكاتب احمد الخالدي