فاطمة مدرسة الإباء و الاعتدال الفكري أنصار المحقق الصرخي طلابها
عندما نكتب عن المرأة و مواقفها المشرفة فإننا نحني إجلالاً أمام تلك المواقف الكبيرة في جوهرها و تثميناً للجهود الجبارة التي قدمتها هذه المخلوقة الرائعة بكل ما تعنيه الكلمة فالتاريخ حافل بتلك المواقف التي لا تُقدر بثمن فجعلت منها نصف المجتمع أسوةً بشريكها الرجل الذي لا يقل شأناً عنها، فالمرأة و على مدار السنوات فنحن نقرأ عنها فنجد بصمتها واضحة في معظم نواحي الحياة فلا يخلو جانباً منها إلا و لها السبق في كتابة اسمها بأحرف من ذهب فأصبحت موضع احترام و عنواناً تفتخر به الأجيال في جميع الأوساط المتنوعة سواء الأدبية و الاجتماعية و الاقتصادية و الفنية و الأخلاقية و غيرها فكل ما كتبناه و تطرقت له الأقلام و سطرته الحروف فإنها لا تستطيع أن تبلغ حقيقة المرأة، فهي كالعالم الفسيح الذي يضم في أعماقه الكثير من الجواهر الكلامية و اللآلئ البلاغية و محاسن الأخلاق الحميدة التي استسقتها من معين السماء الذي لا ينضب فهي بحق ملحمة التضحية و الفداء لما قدمته من صور البطولة و الشجاعة من جهة، ومن جهة أخرى فهي ضحت بالأبناء و الأزواج و الأخوة في سبيل إعلاء كلمة الله – تعالى – في مختلف أرجاء المعمورة ليعم الخير و تنتشر قيم الوسطية و يسود الاعتدال و تصبح مبادئ الاخوة بين الأفراد و الوحدة الصادقة هي العملة الرائجة في المجتمع بفضل جهود و عقلية المرأة و فكرها الناضج ولنا في نساء الإسلام – و ليس على سبيل الحصر - خير ما يُجسد هذه الحقائق الناصعة فمثلاً السيدة فاطمة الزهراء – عليها السلام – فبسبب مواقفها التي خلدها التاريخ التي كانت كلها في خدمة الإسلام و للحفاظ على الجو العام للمسلمين في ذلك الوقت، فقد تسالمت الأقلام و أجمع كبار المحدثين و أرباب الروايات أنها كانت تحظى بمكانة مميزة عند الخلفاء الراشدين و الصحابة الكرام – رضي الله عنهم – و كذلك عند أمهات المسلمين كالسيدة عائشة – رضي الله عنها – فهي المدرسة التي تعطي الأخلاق الحسنة و الدروس البليغة و تجاهد في سبيل الله – تعالى – بنفسها و بعيالها و زوجها و أبيها بالإضافة أنها كانت تنفق ما تملكه من أموال و مدخرات على الفقراء و المساكين و الأرامل و الأيتام وهذا بدوره قد جعل منها ملحمة عظيمة في التضحية و الفداء لا لأجل مثوبة و دنيا فانية إنما لخدمة الإسلام و المسلمين وفوق هذا أنها وقفت إلى جانب الحق و طالبت كثيراً به كي يعود إلى نصابه الشرعي و القانوني الذي أقرته السماء واليوم بفقدكِ نعزي الرسول والآل الأطهار و صحبه الأخيار والحفيد المغوار المرجع الأستاذ الصرخي صاحب السيف البتّار، الذي قصم بعلمه ظهر المارقة الأشرار.
https://e.top4top.net/p_7572qnkp1.jpg?fbclid=IwAR1X8TRH3hicruPMEvDEIsDNUpag66wcMb6_-2lVc2lVrqMuQvBiN01nUuU بقلم الكاتب احمد الخالدي