اخر الاخبار

السبت , 16 فبراير , 2019


من مآسي النظام الرأسمالي الاستهتار بالكرامة الانسانية
لا يخفى على أحدٍ أن كرامة الانسان كانت وما تزال من الخطوط الحمراء التي أكدت عليها السماء فشرعت لذلك القوانين و الانظمة التي تحفظها و تحافظ عليها من التعدي عليها أو انتهاكها في كل عصر و مكان، فهذه المقدمة تجعل من هذا الكائن الحي في موضه احترام و توليه اهتماماً منقطع النظير وهذا ما يفسر لنا سبب المكانة المرموقة التي حازها الانسان، لكن لو دققنا النظر و الإمعان في نظرة الانظمة التي ظهرت في الساحة العالمية و أسست لنشر أفكارها و ايديولوجياتها الخاصة بكل منها وما عمق تلك النظرة تجاه كرامة الفرد البشري لوجدنا العجب العُجاب ولنأخذ مثلاً النظام الرأسمالي وما يعتقد به من رؤى و نظرة لكرامة الانسان، فهل يا ترى كانت تلك النظرة سلبية أم إيجابية وفق ما يحمله هذا النظام من معتقدات و نظريات أصبحت فيما بعد واضحة المعالم و الأهداف ؟ ومن المعروف أن الرأسمالية تولي الحرية السياسية إهتماماً كبيراً إلى الحد الذي أفطرت فيه في تعاملها مع السياسة وما يدور في كواليسها، وبما أن العقلية هذا النظام هي مادية بحتة فهذا مما شكل سلبيات كثيرة على المجتمع و الفرد معاً فالحرية السياسية مكنت الاغلبية و الأكثرية البشرية من التحكم بزمام الأمور و أعطتها الحق في رسم سياسة الاقلية من أبناء بلدها أو لنقل جلدتها وهذا أيضاً بدوره تسبب في ظهور تشريعات و أحكام تضمن للأكثرية حفظ امتيازاتهم و تحمي مصالحهم الشخصية و تقدمها على مصالح الاقلية المغضوب عليها جراء هيمنة الطبقات الأكثرية و تسلطها على الرقاب بفعل الحرية و الديمقراطية التي منحتها العقلية المادية للنظام الرأسمالي فأصبحت تمارس ما يحلو لها و بكل حرية ومن دون رقيب ولا حسيب، فكانت الحرية السياسية وبالاً على الاقلية وقد أنتجت الاستهتار بالكرامة الانسانية مادامت إدارة الدولة و تشريعاتها و قوانينها تتحكم بها فئة الأكثرية فتعمل على حماية مصالحها و حفظ ديمومة بقاءها في سدة القيادة و الإدارة بسبب العقلية المادية للنظام الرأسمالي، وفي هذا الإطار نقول يا ترى كيف سيكون حال الفئة الأقلية في ظل أناس يتحكمون بزمام الأمور و يضعون القوانين و الاحكام التي توسع من صلاحياتهم و تحفظ مشاريعهم و تحقق طموحاتهم في حياة الترف المبالغ فيه كثيراً وسط غياب الرقيب و الحسيب مما يؤثر سلباً على مصالح و طموحات و أحلام الأقليات المضطهدة، وقد أوضح المحقق الاستاذ الصرخي الحسني الفرق بين كرامة الانسان في الاجواء الاجتماعية القديمة و بين ما يعتقد به الرأسمالي جاء ذلك في بحثه الموسوم فلسفتنا بإسلوب و بيان واضح فقال الاستاذ المحقق : (( الاستهتار بالكرامة الإنسانية كان من أفراد بأمة، وفي ظل النظام الرأسمالي أصبح الاستهتار من قبل الفئات التي تمثل الأكثريات بالنسبة إلى الأقليات التي تشكل بمجموعها عدداً هائلاً من البشر )) .
بقلم الكاتب احمد الخالدي


القراء 330

التعليقات


مقالات ذات صلة

المعلم الاستاذ : ما عندنا لدفع الشبهات و الفتنة الكبرى التي تجتاح المجتمع

مَنْ الأولى بالاعتقاد و التصديق السماع أم الدليل القاطع ؟ الحسني كاشفا

الصرخي : التصوف من عمل الجواسيس فلماذا سار عليه الاستاذ و لعشرات السنين ؟

محمد الخيكاني يكتب : إذا كان العرفان مخطط استعماري فلماذا سار الصدر عليه لسنين طِوال ؟ الحسني متسائلا

الاستاذ المهندس : شيخ المشايخ و زعيم الزعماء و يخالف البديهية !

الاستاذ المهندس : من أين عرف الصدر جماعة السالكين وأسماؤهم وهو لا يرتبط بهم بصلة ؟

رداً على الكاتبة بنت الهدى : النقاش العلمي لا ضير فيه . الصرخي إنموذجا

الاستاذ المحقق : خلافة المارقة لا تمثل الاسلام

حكم تغسيل الميت المصاب بمرض كورونا في فقه المرجع الصرخي

الاستاذ المعلم : مَنْ يُخطئ بآية كيف يكون معصوما !؟

بعد السابقين ثالث القوم داعيكم الزعيم !! الحسني كاشفا

شبابنا المسلم الواعد و مهمة إحياء تراثنا الاسلامي العريق . فاجعة البقيع انموذجا

الفيلسوف الاستاذ : و يدعي الصدر أن العرفان من افكاره الجديدة التي أوجدها

الاستاذ المحقق : ادعاءات الصدر على القرآن هو منبع للسلوكية لتأصيل عقائدهم الفاسدة و انحرافاتهم

المفكر الصرخي : النظام الرأسمالي لم يُبنَ على فلسفة مادّيّة للحياة

المعلم الحسني : الرأسمالية تتبنى فصل الحياة عن الايمان بالله تعالى

المعلم الحسني : الرأسمالية تتبنى فصل الحياة عن الايمان بالله تعالى

متى كان المشعوذ يصلح لإثبات عصمة الانسان من عدمه ؟ الفيلسوف الحسني مُخَطِّئَا

الصرخي مغردا : الشاعر الاديب لا يصلح للتدقيق و الفقاهة فضلاً عن المرجعية

الاستاذ المهندس : كيف يدَّعي الصدر النقص و التناقض و القبح و الشر في القرآن ؟

المعلم الحسني : لمَّا تكون الطائفية هي الحاكم لا يوجد مَنْ يهتم للمساكين و الابرياء . النازحون انموذجا

النصح لا يستلزم ان يكون صاحبه معصوماً و كاملاً على الأطلاق . الصرخي مؤكدا

هل الذلة و المهانة تتناسب مع الحنكة و الشجاعة ؟ الصرخي متسائلا

هل الذلة و المهانة تتناسب مع الحنكة و الشجاعة ؟ الصرخي متسائلا

المهندس الحسني : نحن لا ندعو للحرب و الإرهاب

الأمانة العلمية ديدن الأعلم بالأصول

شبابنا الواعد : رسول الله قدوتنا

المحقق الصرخي : الولاية الصادقة لا تجتمع معها الولاية الباطلة

فلسفتنا بأسلوبٍ و بيانٍ واضح : تسلسل المفاهيم المادية في عقلية الرأسمالية

المهندس الحسني : لا نستغرب من أفعال الدواعش عندما يخربون كل شيء

المعلم الصرخي : ملايين الناس في البراري ولا يوجد مَنْ يهتم لهؤلاء الأبرياء

قدموا الغالي و النفيس نصرةً للحق المبين... شهداء الشعبانية أنموذجا

فلسفتنا بأسلوب و بيان واضح : سعادة الفرد تتوقف على صلاح المسؤولين

أكل اللحوم غير المُذكاة في فقه الأستاذ الحسني

على خُطى الصرخي شبابنا الواعد يسيرون

فلسفتنا بأسلوب و بيانٍ واضح : حبُّ الذات أساس كل الغرائز

المعلم الأستاذ : الأشد على الأمة من الدجال هم أئمة الضلالة

الحوار العلمي بين التطبيق الواقعي للأعلم بالأصول و بين تهريج العناوين المصطنعة

إقصاء الأعلم ليس من مستحدثات العصر

متى يُظهِر العالمُ علمَه ؟



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net