لماذا الراب المهدوي الإسلامي فيه نظر ؟
قبل أن نجيب على مضمون سؤالنا هذا لابد لنا و أن نلقي نظرة خاطفة على حقيقة الأسباب التي تقف وراء ظهور الراب و انتشاره الواسع رغم أنه حديث العهد و لا يمتلك الأصول التي يستند عليها، فالراب وكما يعلم الجميع أنه نشأ في قوم كانوا يعيشون في مجتمع ينظر إليهم بعين العنصرية و الطائفية لذلك كانت حياتهم يسودها الظلم و الاضطهاد فقد تجرعوا الأمرين من هذه النظرة اللانسانية هنا بدأت تظهر لديهم الحاجة إلى ما يخفف من وطأة هذه الأساليب المجحفة التي يقبعون تحت وطأتها لذلك وجدت هذه الفئة المظلومة في الراب ما يخفف من معاناتهم و ينقلها إلى الرأي العام كي يرى مآسيهم و معاناتهم و بالتالي يقف إلى جانبهم فيتمكنوا بذلك من الخروج من دنيا الظلم و التعسف و الإجحاف و فعلاً حصل لهم ما أرادوا فبدأ الراب ينتشر في النار كالهشيم فبات يُشكل من أفضل الطُرق المستخدمة عند كل مظلوم و مستضعف و اليوم فقد أصبح الراب من أسمى ألوان الخطاب التي يطرق بابها كل مَنْ يُقاسي الويلات و يتجرع مرارة التهميش و الاقصاء و الحرمان من أبسط الحقوق المشروعة و يعيش حياة البؤس و العوز بسبب تسلط الفاسدين على دفة الحكم و تحكمهم بمقاليد الأمور و بشكل سيء ينم عن حقيقة ما هم عليه من الفشل الذريع ناهيك عن القعود الغير مبرر لكبار القوم و مَنْ بيدهم زمام الأمور عن إنقاذ المجتمع و انتشاله من جحيم الهاوية و ما فيها من انحرافات و تيه و ضياع عانت منه شريحة الشباب و بشكل كبير لأنها المستهدفة بهذه المؤامرة الدنيئة التي تقف وراءها قوى الشرك و الكفر و الإلحاد في سعي منها للقضاء على الإسلام، فكان الشباب المثقف و الأشبال الناضجة ممَنْ وجد في الراب خير وسيلة لإيصال صوت الإسلام و رسالته السمحاء و قيمه و اعتداله و وسطيته إلى مختلف المجتمعات العالمية معتمداً على ما يتضمنه هذا اللون من تأثير كبير في نفوس شباب تلك الأمم و قدرته الفائقة على إحداث قفزة نوعية و ثورة تغيير جذري في قلوب الشباب وهذه المتطلبات جاءت بعد أن أصبحت هذه الشريحة في مهب الريح حينما انغمست كثيراً في دور الفساد و الرذيلة و المخدرات و مالت إلى حياة التخنث و التميع و الانحلال الأخلاقي و الحفلات الغنائية التي تنتهك تعاليم و تشريعات السماء و التي تستمر حتى الصباح فلا صلاة ولا عبادة ولا تقوى ولا إيمان ولا أخلاق حسنة ولا صلاح ولا إصلاح فهذا ليس فيه اشكال أو خدش في الحياء و أيضاً ما من حرج فيه أما الراب المهدوي ففيه نظر ! لذلك بدأ الراب يجد له أنصار من قبيل شباب المسلم الواعد و يحظى بالرعاية الكريمة عندما أصبح يتماشى مع قيم و تشريعات السماء بما ينشر من تقوى و إيمان و أخلاق و رسالى تربوية صالحة و اعتدال و وسطية استمدت جذورها من وحي الرسالة الإسلامية الشريفة، فمن أجل ذلك الهدف الأسمى و النبيل ظهر الراب في العراق و أتخذ له عنوان جديد ألا وهو الراب المهدوي الإسلامي فليسمع المستأكلين باسم الإسلام و كل مَنْ بنى له دكان لخداع العامة أن الراب أصبح راب مهدوي إسلامي فمَنْ شاء فليؤمن، و مَنْ شاء فليكفر .
https://www.facebook.com/100011458816176/videos/882455565479729/ بقلم /// الكاتب احمد الخالدي