المحقق الأستاذ : لماذا أبتعد المسلمون عن حقيقة الإسلام و مكارم الأخلاق ؟
في الحقيقة أن ديننا هو دين الرحمة و العدل و المساواة و الوحدة و التسامح و المحبة و الوئام و الإنسانية النبيلة و الأخلاق الفاضلة و الشمائل الحسنة فهو الدين الذي نال اهتمام السماء و بشكل كبير و دون سائر الأديان الأخرى فتلك ميزة تفرد بها ديينا الحنيف عن الباقين فهو الشامل لكل دين جاء قبله فهو الخاتم لما سبقه، وهو الدين الذي استطاع بفضل رجالاته العضام من أن يبسط نفوذه في أكبر بقاع المعمورة فيؤسس له الدول و الكيانات التي تنتهج نهجه المستقيم حتى دخلت الناس فيه أفواجاً أفواجا، و السبب في ذلك لما رأت تلك الحشود الغفيرة من أن الإسلام يمتلك كل مقومات الحياة الكريمة و يتكفل بتنظيم الحياة وفق أسس و مناهج رصينة من شأنها أن تضمن للإنسانية أن تجد فيه كل ما لم تراه عند الآخرين ومما عزز ذلك و جعله في صالح الإسلام هو دعواته المستمرة لإقامة معاني التسامح و نشر قيم الوسطية و الاعتدال و زرعه لبذور المحبة و الأخوة الصادقة و تعامله بالحسنى و احترام الرأي و الرأي المقابل رغم وجود الاختلاف في وجهات النظر و الرؤى و الآراء فالإسلام لا يهتم لتلك المعايير لأنه يرى أن الاختلاف في الرأي لا يُفسد في الود قضية فهو دين العلم و المعرفة و الأفكار المتبادلة وهذا ما يفسر لنا أنه يعطي الاهتمام الكبير بالمناظرات العلمية و السجالات المعرفية لكي تظهر الحقيقة للعيان فيسود الحق و الصدق و الصواب و تنكسر شوكة الكذب و المكر و الخداع لكن مما لوحظ في الآونة الأخيرة وجود هوة و ابتعاد غير مسبوق من قبل المسلمين عن دينهم الأصيل و التخلي عن كل قيمه الأصيلة و المنظومة الأخلاقية التي أسس لها و جعلها في متناول العالمين حتى يتحقق ما تصبو إليه السماء فيا ترى هل من مبررات لتلك الجرائم التي تُرتكب بحق الإسلام و منظومته الأخلاقية الرصينة ؟ وهذا ما طرحه المعلم الأستاذ الحسني على طاولة النقاش عندما تساءل عن الأسباب و الدوافع التي تقف وراء الهوة بين الإسلام و المسلمين ؟ فقال السيد الأستاذ ما نصه : (( لماذا أبتعد المسلمون عن حقيقة الإسلام و مكارم الأخلاق حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من فتن و ضلال و قبح و انحلال و فساد بل قد غرقنا في مضلات الفتن و أقبح القبيح و أفسد الفساد ؟ )) وفي المقابل فقد كشف المعلم الأستاذ عن الأسباب و الدوافع التي قادت المجتمع الإسلامي إلى هذه النتائج السلبية عندما أجاب قائلاً : (( لأن ذلك وقع و يقع زيفاً و كذباً و نفاقاً باسم الطائفة و المذهب و السُنة و القرآن و الدين و الإسلام و فساد المنهج الفرعوني في الاستخفاف و تكبيل العقول و تمجيدها و تحجيرها أدى إلى أن ضاعت المقاييس و الموازين فصار المعروف منكراً و المنكر معروفا )) .
فهل الإسلام يستحق منا أن نعامله بهكذا أسلوب يتعارض مع معطيات الرحمة الإلهية ؟ فبأي شيء قصر ديننا الحنيف تجاهنا ؟ فحريٌ بنا نحن معاشر المسلمين أن نكون أول مَنْ يتحلى بالجواهر الأخلاقية للإسلام و لنكن المصادق الحقيقي للمسلم الحقيقي قولاً و فعلاً ؟ .
https://g.top4top.net/p_1121s610l1.jpg بقلم احمد الخالدي