عندما يفقد الإعلام الأخلاق ... عدنان الطائي أنموذجا
شاع بين الناس الحكمة القائلة حدث العاقل بما لا يُعقل فإنْ صدق فلا عقل له، فمن المعروف أن الإعلام بمختلف أنواعه سواء المرئي أو المقروء فإنه يبحث عن السبل التي تجعله جديراً بثقة و اهتمام المتابع ولعل المهنية و المصداقية في التعامل مع مجريات الأحداث و نقلها أول بأول لحظة وقوعها ودون تزويق أو تحريف فضلاً عن الحيادية في الطرح هذه هي من أهم مقدمات الإعلام النزيه و مادة رجالاته الشرفاء ؛ لأنه يحمل رسالة مهنية خالصة، وكما قلنا حدث العاقل بما لا يُعقل فإن صدق فلا عقل له فمن غير الممكن أن نرى الإعلامي يظهر لنا بلباس القديس كي يفتي في الناس و كأنه مرجعاً دينياً أو قديساً جاء من زمان بعيد ليعطي الأحكام الدينية أو يتكلم بلسان الدين و علمائه الصادقين الصالحين الذين قال الله - تعالى - فيهم ( إنما يخشى الله َ من عباده العلماءُ) فهذه الشريحة الطيبة الصادقة في العبادة وهي من أفضل الخلق في تحقيق الخشية و إقامة العبادة الصحيحة للسماء فهل يمكن أن ينطق بلسانهم و يصلح للإفتاء مَنْ كانت وما تزال حانات الفجور و الخمور و الفساد و المخدرات و الانحطاط الأخلاقي مرتعاً له و مأوى لقضاء نزواته الشيطانية و فساد أخلاقه ؟ فهذا من غير المعقول أصلاً، نحن لا نريد أن نعطي الإعلام المأجور و المنبطح للدولار و الدرهم أكثر من حجمه، فكلنا يعلم أن مقدم البرامج الحوارية السياسية لا شأن له لا من قريب ولا من بعيد بأمور الدين و متعلقاته، فكيف يا ترى سوغ لنفسه المدعو عدنان الطائي أن يخوض في قضايا لا ترتبط بعمله ؟ ومَنْ أعطى له الحق بالإفتاء في قضايا الدين فيُحرم هذا و يُحلل ذاك؟ فبرنامجه يناقش مستجدات السياسة و تأثيرها على الساحة العراقية و ليس الدين محور حديث برنامجه الحواري، فبدلاً من أن يقف هذا الإعلامي المُضلل للحقائق مع وسائل الإصلاح الشبابية الحديثة ومنها مجالس الراب الإسلامي بل نظر إليها من زاوية ضيقة فخان بتصرفه الصبياني هذا غير المدروس كل قيم المهنية و مبادئ الموضوعية و أخلاق الحيادية فقد ضرب بذلك كل أسس و مقومات الإعلام المهني الصادق حينما جعل الراب الإسلامي موضع الشبهة و أنه هدم لشعائر الدين و أنها بدعة فكان من الأولى بهذا النافخ في بوق الفساد و المخدرات أن ينتظر أهل الحل و العقد أصحاب الزعامات الدينية أن يقدموا ما يُثبت عدم مشروعية الراب الإسلامي لكن الدولار و الانبطاح لأصحابه الروزخونية جعل المدعو الطائي يتصدى بدلاً منهم لتشويه الحقائق و تزييفها أمام الرأي العام المحلي و العالمي لكن سفينة الإصلاح في الأمة و انتشال شبابها و إصلاح واقعهم ماضية و تسير قدماً نحو تحقيق المجتمع المثالي تحت راية العدل و المساواة رغم ما يُحيط بها من مخاطر جمة و يقف بوجهها إعلام يريد أن يسوغ تعاطي المخدرات بين الشباب، و يسعى لتمرير مشاريع الفساد، و إباحة انتشار دور الرذيلة، و السقوط الأخلاقي، وهذا مما يخدم مشاريع أجندات خارجية و محلية لا تريد لشبابنا المسلم الواعي أن يستقيم و يقود المجتمع على أحسن وجه وكما رسمته السماء .
بقلم احمد الخالدي