العلم و الأثر بضاعة شباب الراب الإسلامي
الشباب ذخيرة اليوم و عماد المستقبل، الشباب طليعة الأجيال و قادة الغد المشرق، الشباب أساس المجتمع الناضج و قِوام الأسرة المثالية، الشباب صُنَّاع الرقي و التقدم، فما من امة أدارت ظهرها لهذه الشريحة إلا و وقعت بشر فِعالها و ذاقت الأمرين بسبب تجاهلها لأهم ركن اجتماعي بين أركانها، فالشباب الواعي و المتحضر يُدرك تماماً مدى أهمية وجوده، و يعلم علم اليقين أن دوره كبير وهذا إن دل إنما يدل على مدى تفهمه للقضايا المصيرية المستقبلية التي تنتظره، و في مقدمتها الإصلاح الجذري لكل ما عصف بالأمة من مصائب و مشكلات جمة، فبسبب غياب الوعي التوعوي لدى الكثير من المؤسسات القائمة على إدارة شؤون العباد و خاصة الوعي الديني وهذا يُعد مؤشر خطير على واقع الأفراد فلا يكونوا بمأمن من رياح الفتن و الكفر و الإلحاد و المخدرات و الجريمة و الجريمة المنظمة فضلاً عن أوهام الفكر التكفيري و ما يتضمنه في جعبته من انحرافات و شبهات ضالة فهذه المعضلات هي نقطة في بحر مما يدور حول الشباب من مهام جسيمة و عمل مستمر ليل نهار وصولاً لتحقيق الغاية المنشودة في إيصال رسالة ديننا الحنيف لمختلف أرجاء المعمورة وهذا مما دفع بثلة من الشباب الواعي و المثقف من شبابنا المسلم الواعد إلى تحمل المسؤولية و رفع أعباء الضيم و الحيف عن كاهل المجتمع و عبر عدة وسائل و مشاريع إصلاحية ساهمت و بشكل كبير في دفع عجلة الواقع الاجتماعي إلى الأمام وصولاً إلى تحقيق مقدمات الإنسان الصالح و بناء شخصيته المتكاملة و خاصة عند الشباب حيث وجدوا ضالتهم في العلم و مدارسه الشريفة و الذي يقوم على الأثر العلمي الرصين و الأرجح في الساحة، فالعلم نور لكل إنسان يريد أن يتنور بأنواره الساطعة، فالعلم بضاعة الصالح و دين المثقفين دليل المتحيرين في ظلمات الجهل و التخلف فهو الشمعة التي تنير طريق حملة أفكاره و سبل هدايته وهذا ما جعل الشباب الواعد يتمسك به و يعمل على نشر صفحات أروقته الإبداعية في الوسط الاجتماعي و تسخير العلم لإعلاء كلمة الحق في كافة أنحاء الأرض وما مجالس الراب الإسلامي و الشور الإصلاحي القائمة على تربية البشرية جمعاء على أسس التقوى و الإيمان و الأخلاق الحميدة التي أرسى قواعدها نبينا الكريم وفي أكثر من مناسبة حتى باتت تشكل دستور واقعي لإنقاذ الأمة من كل غمة تعصف بها، فمن خلال متابعة تلك المشاريع الإصلاحية للرب الإسلامي و الشور الإصلاحي نجد أنها تدور هو محور الإسلام المحمدي الأصيل و تدعو لنبذ الطائفية و محاربة الفتن تارة و تدعو تارة أخرى إلى تقوية أواصر التسامح و الوسطية و الاعتدال و الوحدة الحقيقية و صناعة أجواء المحبة و الوئام بين شتى أصناف البشرية ولا ننسى المواقف المشرفة للشباب المسلم الواعد و وقفاته الداعمة لعرى العلم و الأعلم من خلال رفع المؤلفات العلمية لصاحب الدليل العلمي الأقوى و الأرجح الممثلة بالأستاذ المحقق الصرخي و مطالبتهم بضرورة التمسك بمرجعيته العلمية و عدم الانخداع بأهل الفراغ العلمي و الجهل المطبق وهذا ما نرى ثماره على أرض الواقع تتجسد قولاً و فعلاً والفضل في ذلك يعود إلى نعم السماء اللامتناهية و منها نعمة العلم، فبالعلم تتقدم الأمم و بالشباب تتقدم عجلتها إلى الأمام .
بقلم /// الكاتب احمد الخالدي