مصطفى البياتي
تُعتبر الشريعة الإسلامية المتمثلة بالقرآن الكريم والسنة النبوية هي المنهج الصحيح التي يرجعُ إليها أهل العِلم في تحديدِ المواقف ورفض ما خالفها، ولاشك في أنّ عدم الانقياد الى الحوار البنّاء والقراءة المتأنية للضوابط الشرعية ونُضوب وعي التسامح الاجتماعي أدى الى إظهار حالة من الضحالة في عقول البعض .
إنّ تحجيم دور العقل والسير خلف المعتقدات الفاسدة وإطاعة مَن هم ليسوا أهلًا للقيادة ممن تلبّس بلباسِ الدين أظهر لنا جيلًا جديدًا يشطب آراء الآخرين واتهامهم بالزندقة والكفر على اعتبار رأيهم هو الصحيح وأنهم أحباب الله والآخرين على ضلالة , وما تمر به الأمة الإسلامية من نكبات هي بسبب هؤلاء ممن ترسّخت في أذهانهم المفاهيم الشاذة والتفسيرات الخاطئة لنصوص الشريعة وعلى أساس هذا الخلط أصدروا قراراتهم وفتاويهم تجاه الناس وارتكبوا ما حرّمَتْهُ الشريعة السمحاء أنْ يُفعَلَ في البشرية.
فقد ورد عن جابر ابن عبد الله الأنصاري يقول:
سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول: {{مَن أحبَّ قومًا حُشِر معهم ومَن أحبَّ عملَ قومٍ أُشرِك في عملهم}}.
بهذا الحديث الشريف نتيقن أنّ الشريعة الإسلامية هي شريعةُ أخلاقٍ وضوابط وقِيَم.. إلّا أنّ أئمة الضلالة أصحاب الفكر المنحرف البهيمي الذي يصادر حقوق الآخرين ويعتبرها مفخرةً لقادتهِ يُبرر الأفعال القبيحة التي تُرتكَب باسم الإسلام وممن لمع اسمه في مخالفة الشريعة وتكفير الآخرين ما يسمى بابن تيمية الذي يطلق عليه أتباعه عالِم لا يشق له غُبار! فتعرفوا على واحدة من مئات الشطحات التي يذكرها ابن تيمية في كتبه:
ففي الكامل10/(260- 452): ابن الأثير: 1..2..9- ثم قال ابن الأثير: {{أ..ب..د- وَتَجَهَّزَ خُوَارَزْم شَاهْ، وَسَارَ بَعْدَ الرَّسُولِ مُبَادِرًا لِيَسْبِقَ خَبَرَهُ وَيَكْبِسَهُمْ، فَأَدْمَنَ السَّيْرَ، فَمَضَى، وَقَطَعَ مَسِيرَةَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَوَصَلَ إِلَى بُيُوتِهِمْ، فَلَمْ يَرَ فِيهَا إِلَّا النِّسَاءَ، وَالصِّبْيَانَ وَالْأَثْقَالَ، فَأَوْقَعَ بِهِمْ وَغَنِمَ الْجَمِيعَ، وَسَبَى النِّسَاءَ وَالذُّرِّيَّةَ}}،
وهنا تعليق للأستاذ المحقق الصرخي يقول:
{{لقد عَلِم خُوارَزم بانشغالهم بمعارك كبيرة خارج بلادهم وبعيدًا عنها وعن عوائلهم، فاستغلّ ذلك، فَهَجَمَ على الأبرياء المدنيين النساء والأطفال والشيوخ والرجال، ففتك بهم ودمّرهم وخرّب مُدُنَهم!!! فهل هذا مِن سنّة ومنهج وسلوك رسولنا الكريم وآل بيته الطاهرين وخلفائه وأصحابه الصالحين (عليهم الصلاة والسلام أجمعين)؟!! إنّه فِعلُ الجبناء الغادرين عديمي الأخلاق والدين، فهذا ليس مِن الإسلام والدين ولا مِن أخلاق الآدميين!!! فحتى عند أجرم المجرمين والطغاة والمستكبرين توجد أخلاقيّات للمعركة، لكنّها مفقودة تمامًا عند القادة الذين يُشَرْعِن لهم ابن تيمية وأمثاله إجرامَهم وسوء خُلِقِهم!!! وليس ذلك بغريب، فابن تيمية يَعتبر أطفال الكفار كفارًا مثلهم، فيُجيز قتلهم إنْ وقعوا في أيدي المسلمين!!! والله العالم كم قتلوا مِن الأطفال بسبب هذه الفتوى الإرهابيّة القاتلة وأمثالها؟!! وما تفجير المارقة أنفسهم في الأسواق والمدارس ووسائط النقل والتجمّعات وقتل الأطفال وغيرهم فيها إلّا مِن تطبيقات فتاوى ابن تيمية الإرهابيّة القاتلة!!! فماذا تتوقَّع مِن مجرم مثل جنكيزخان وقادة المغول عندما يحصل له ولأهله ما حصل مِن خُوارَزم والمسلمين وباسم الإسلام والدين؟! ..}}. انتهى تعليق الأستاذ المحقق
إن مثل هكذا شطحات تتطلب من العلماء وقفة حازمة وإعادة التحقيق فيما سطّره أئمة الضلالة في كتبٍ محسوبةٌ على الإسلام حتى لا يتصيد ممن يريد التبرير.. إنّ المسلمين إرهابيون، وقد مَنّ الله على المسلمين بالمحقق الصرخي الذي أصدر بحوثهُ ومحاضراتهُ التي فاقت العشرات.. حيثُ كشفتْ ما كان مستورًا من الأساطير المحسوبة على الإسلام.
المحاضرةُ الخامسة والأربعون"وَقَفاتٌ مع...تَوْحيدِ ابن تَيْمِيّةِ الجِسْمي الأسطوري "
http://cutt.us/3vDPG