مصطفى البياتي
لقد وضع الامام الحسين عليه السلام نفسه مشروعا للتضحية بعد ان شوه الحكم الاموي بزعامة يزيد الاسلام فقدم الحسين عليه السلام نفسه واهل بيته واصحابه مشروعا للتضحية من اجل الحفاظ على سمعة الاسلام واعطاء صورة واضحة للاسلام الصحيح الذي جاء به النبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم حيث قال الامام الحسين عليه السلام «إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين».
ان سياسة الظلم والتجويع والاضطهاد وتكديس الاموال وصرفها في الملذات المحرمة هي ابرز سمات الحكم الاموي ولذلك فان الحسين عليه السلام وبعلمه انه لامجال للنصر في هذه المعركة نظرا لعدم التكافؤ في العدة والعدد الا انه رفض مبايعة يزيد المنحرف عن الاسلام وقال مثلي لايبايع مثله ، فهو ابن ذاك الامام الذي رفع لواء الاسلام، وسيد شباب اهل الجنة ولذا فان ثورته كان لها الاثر حتى يومنا هذا وهي من جعلت الحر ابن يزيد الرياحي القائد في جيش عمر ابن سعد ان يعدل عن رأيه فالتحق بالحسين رغم علمه بالموت المحتوم فاختار طريق الشهادة وترك الدنيا وملذاتها.
يقول المحقق الصرخي في بحث له عن الثورة الحسينية والدولة المهدوية (أصبحت ثورة الحسين ونهضته وتضحيته هي الهدف والغاية التي ملكت القلوب وصُـهرت أمامهـا النفـوس فانقادت لها بشوق ولهفة حاملة الأرواح على الأكفّ راغبة في رضا الله تعالى لنصرة أوليائه وتحقيق الأهـداف الإلهيـة الرسالية الخالدة) انتهى كلام المحقق
ان الشعار الذي رفعه الحسين عليه السلام يوم الطف (هيهات من الذلة) اصبح شعارا خالدا يتغنى به كل مظلوم في العالم يرفض الظلم ولايخفى على الجميع كيف انبهر حتى غير المسلمين بتلك التضحية الجسيمة التي لولاها لاندثرت معالم الاسلام الصحيح التي سطر فيها النبي صلى الله عليه واله افضل معاني القيم السمحاء فالصبر والاخلاق والشجاعة والتضحية ورفض الباطل وارجاع الحق الى اهله كلها تجسدت في شخصية الحسين عليه السلام.
https://f.top4top.net/p_986a9cl31.png