مصطفى البياتي إنَّ التَّفْكِيرَ الجاهِلِيَّ والسقيمَ لأتباعِ المنابر المتطرفة وأصحاب مناهج التكفير كشفَ لنا الغطاءَ عن قبْحِ ماتضمر بداخلها من حِقْدٍ لايتلاقى أبدًا مع النفوس النظيفة والطيبة وكما قيل: "على قدرِ الألمِ يَعلو الصراخ" فلم يكن هذا الحقد وليد اليوم، بل سبقه مئات السنين، فعندما جاء الإسلام خرجت هذه النفوس الحاقدة المتعصبة على نَبِيِّ الإسلام الملقب عند الناس بالصادقِ الأمين,فكانَ صراخ أبي جَهلٍ وأبي لَهَبٍ وغيرهم من مُشْركيِّ الجاهلية خرج للعيانِ عندما إلتفَ الناس حول النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهٌ وَسُلَّمٌ -وحطَّم أصنامَ تلك القبائل التي كانت تهْدى لها النذور بالإكراهِ لتصل إلى زعماءِ تلك القبائل وتستعبد الناس. استمرَّ هذا الحقدُ وتسلسلَ منذ عهد النبيِّ وإلى يومنا هذا والسجلات التاريخية في طياتها مايكشف عن جيفةِ هذه النفوس المريضة المتربِّصة بأهلِ الإسلام الحقيقي المتمثل بالخط النبوي وأَئمة الهدى من آلِ بيت النبيِّ فكانَ السبُّ والشتمُ على المنابرِ والاغتيال والقتل ودس السمِ متسلسلًا على الخط الإسلامي الصحيح,فلم ينتهي الحقد إلى هذه الدرجة بل وصل الأمر إلى طمسِ معالم كل ماينتفع الناس به من آثارِ العلم والتقوىن وفاجعة هدم قبور أَئمة البقيع لآلِ بيت النبيِّ هي خيرُ دليلٍ على الموروث الحاقد المعاند والجاحد الذي لايصمد أمام المنائر التي يفيض منها العلم فلم يتمالك الحاقد نفسه حتى إمتدَّت يده ومعاوله لتحطيم آثار الرسول وأهل بيتهِ وشعائر دينهِ تحت مبرر أنّها شِرْكٌ !!! في الحقيقة إنَّ هؤلاءِ ممن طالت أيديهم الغادرة للتعدي على حرماتِ الله وممن سار على نهجهم من المارقةِ الدواعش التكفيريين لايفقهون شيئًا ولايعقلون ولو كانوا أصحابَ عُقولٍ لأدركوا أنّ حجتهم واهية وفارغة وشيطانيّة وأنّ زيارة القبور ممضاة شَرعًا من النبيِّ الاكرم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهٌ وَسُلَّمٌ -عندما زار قبور شهداء اُحُد وكما جاء في البخاري عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر قال:صلّى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهٌ وَسُلَّمٌ -على قتلى اُحُد بعد ثماني سنين كالمودّع للأحياء والأموات...) فهنا يعلِّقُ المُحَقِّقُ الصرخيُّ على هذا الحيث قائلًا:(كيف تعامل النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهٌ وَسُلَّمٌ- مع شهداء اُحُد؟ النبيُّ الصادق الأمين لا ينطق عن الهوى إنْ هو إلا وحي يوحى، هذا فعل النبي بأمر الله سبحانه وتعالى، أتى إلى شهداء اُحُد، تعامل مع شهداء اُحُد بعد ثماني سنين، صلىّ عليهم كالمودع للأحياء والأموات، هنيئًا لزوار الحسين، هنيئًا لزوار قبر النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهٌ وَسُلَّمٌ- ، هنيئًا لزوار قبور الأولياء الصالحين، هنيئًا لكم عندما تتعاملون معهم كما تعامل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهٌ وَسُلَّمٌ- مع شهداء اُحُد بعد ثماني سنين، بعد ثمانين عامًا بعد ثمانية آلاف عام، لا فرق في الأمر، قضية مشرّعة، قضية ممضاة شرعًا، قضية فعلها النبي وبأمر الله سبحانه وتعالى، تعامل مع شهداء اُحُد كالمودع للأحياء والأموات). انتهى كلام المُحَقِّق ولذلك فلينتبه كل ذي بَصيرةٍ إلى هؤلاءِ ولِيتفحص بجلاءِ عمّا أقدم عليه أتباع منهج التعدي والعدوان من خوارج العصرِ ومارقة الزمان وكيف حرَّموا شعائر الله التي منها منطلق الإيمان ونشر علوم الرحمن إرضاءً لأئمة الجور وفسق السلطان.