المهديّ مع اللهِ؛ فلايحتاج إيمانكم ياأصحاب منهج المغالطات والتشويش!!!
الإثنين , 28 مايو , 2018
بقلم / مصطفى البياتي إن المتأمل فى تاريخ العقيدة الإسلامية الطويل، يدرك مدى العناد والتكذيب الذى واجهه أنبياء الله ورسله فى تعبيد القلوب لِإلهٍ واحد هو الله -تعالى- فقومُ نوحٍ كذّبوا المرسلين، وكذّبت ثمود وعاد بالقارعة، وكذّب بنو اسرائيل موسى وجحدوا ما جاء به، وعاند المشركون رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- ومع كل هذا صَبَرَ أولئك الأنبياء والمرسلون؛ لعلمهم بعظمة وأهمية ما يدعون إليه فهُم أغنياء عن العالمين؛ لأنهم ساروا في طريق الله، ومن كان مع الله كان الله معه، قال تعالى:((ألَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12))، إبراهيم. ((وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ)).(8)، إبراهيم. وقال تعالى: " هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158)، الأنعام. يُفسِّر المحقّق الأستاذ الصرخي هذا المعنى قائلا: إنّ الله سبحانه وتعالى لايحتاج لإيمان زيد أو عمر أو بكر أو خالد أو جعفر أو مهند أو كريم، أو س، أو ص من الناس، الله غنيٌّ عنهم، الله غني عن الجميع، فمن كان مع الله، فمن كان في طريق الله هل يحتاج إلى إيمان الناس؟! هل يفتقر إلى إيمان الناس، أو هو غني عن الجميع؟! لأنه مع الله سبحانه وتعالى، فهل النبي يحتاج إلى إيمان الآخرين، إيمان الصحابة وغير الصحابة؟! هل أهل البيت يحتاجون إلى إيمان الصحابة وإيمان الشيعة وغير الشيعة؟! هل الصحابة يحتاجون إلى إيمان غيرهم؟! هل الصحابة يحتاجون إلى إيمان الآخرين، إلى إيمان باقي الصحابة، إلى إيمان التابعين، إلى إيمان تابعي التابعين، إلى إيمان الناس التي تعيش في هذا العصر في هذا الزمان؟! هل أئمة المذاهب، هل العلماء، هل الأولياء يحتاجون إلى إيمان الأتباع، إلى إيمان المقلدين، إلى إيمان الناس، إلى كثرة المؤمنين؟! وهم الأئمة، الصحابة، الأنبياء، الأولياء هم مع الله، هم في طريق الله، الله غني عن العالمين، المؤمن السائر في طريق الله غني عن العالمين، فهل يحتاج علي -سلام الله على علي- إلى كثرة المتشيعين والشيعة؟!!! هل يحتاج أبو بكر وعمر، هل يحتاج الخلفاء إلى كثرة المتسننين والسنة؟! هل يحتاج علي وأبو بكر وعمر وباقي الصحابة، هل يحتاجون إلى كثرة الأتباع، إلى كثرة من يتشيع لهم؟! مَن كان في طريق الله، من كان مع الله فلا يحتاج إلى الناس، فهو غني عن الناس، قال تعالى: وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)،إبراهيم. يعني: إنّ موسى-عليه السلام- غني عنكم، لا يحتاج لهذا الإيمان؛ لأنه مع الله، الله غني عنكم فموسى غني عنكم، فمحمد غني عنكم -صلى الله على محمد وآل محمد- فأهل البيت في غنى عنكم، الصحابة في غنى عنكم. انتهى تفسير وتعليق المحقّق الصرخي إنّ معسكرَ الكفر والشياطين مهما أرادوا أن يطفئوا نور الله؛ فإنّ الإرادة والقدرة الإلهية ستنتصر عليهم لامحالَ، كما قال الله تعالى: ((يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) (32)، التوبة. وسيبقى هذا النور ويتسع الى تمكين الدين وإظهاره والبشرى بالوعد الحقّ والنصر وأنّ هذا الوعد سيتحقق على يد الإمام المستضعَف الوارث لعلوم الأولين والآخِرِين.. وكما قال جل وعلا: ((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ))،(5) القّصص. وعليه وبالعودة الى الآيات القرآنية أعلاه فأنّنا سنلاحظ العبرة ونتيقن بأنّ الغاية من ارسال الرسل ومن يمثل الخط الإلهي وإنْ تعددت طرق الدعوة؛ فإنّ مصبها واحد وهو الدعوة الى الله ويجب التسليم وعدم الإعتراض على حَمَلَة الرسالة؛ لأن الإعتراض يعني: العصيان وأنّ الرسل ماعليهم الّا البلاغَ المبين، وليتعلم أتباع المنهج التكفيري، أصحاب منهج المغالطات ومنهج الالتقاطية والتشويش والتشويه، المعترضين على القرآن واحاديث النبي، المحاربين عنوان المهدي وتبليغ النبي، وعنوان أهل بيت النبي، وفضائل وصيّ النبي، وليأخذوا درسًا من هذه الآيات المقدّسة، وعليهم بالطاعة والتسليم حتى لايكونوا كأولئك الذين عصوا الرسل فشملهم العذاب، والله لايهدي القوم الظالمين.