مصطفى البياتي لا يمكنُ القضاء على الافكارِ المتطرِّفة طالما توجد مناهج تكفيرية لاتزال تُنَظّر في عقول البعض والمغرّر بهم، والتي تُبرّر العنف الديني! الأمرالذى يستلزم نهضة ووقفة شامخة بوجه هذه المدارس التي صارت الغذاء الروحي لداعش وكلِّ حركة متطرفة تبني افكارها على منهج الأب الروحي للتكفيرابن تيمية! إنَ رفضَ التأويلِ والالتزام بالتفسير الحرّفي للنصوصِ الدينية دون أعمال العقل والمنطق هي أبرز سِمّة يتصف بها أتباع التكفير أمثال إبن تيمية ومن سار على نهجه، والتي على اساسها كَفَّروا الفخرّ الرّازي وأتهموه بالردةِ؛ ولأن أرْجحيته في تأويل المتشابهات من الاخبار والآيات لدفع ما يُحتمل من شبهات من اجل عدم المساس بالذات الالهية، حيث قال في كتابهِ (أساس التقديس) في تقرير المقدمات المقـدمة الأولى: في اثبات موجود لا يشار إليه بالحَسّ والمقدمة الثانية: ليس كلُّ موجودٍ يجب أن يكون له نظير وشبيه وأنَّه ليس يلزم نفي النظير والشبيه نفي ذلك الشيء، والمقدمة الثالثة: في اختلاف القائلين أنّ الله جسمٌ!!! هنا بَصْمَةٌ للْمُحَقِّقِ الصّرخيّ في كشف الفارق بين الرازيِّ والمجسِّمة أهل التوحيد الأسطوري، حيث قال: (إنَ المنهج العلمي للفيلسوف العالِم الرازي يكشف ويُعرّي ابن تيمية الجاهل المقلّد الالتقاطي ومنهجه في العشوائية والإضطراب والالتقاطيّة والتدليس، وأشار المحقّق الى أنّ الاستعانة بكتابه بيان تلبيس الجهمية هو بيان تمامية ما يطرح من دليل، ففي المقـدمة الأولى: كان في اثبات موجود لا يشار إليه بالحَسّ، بمعنى أنّ التيمية جماعة التوحيد الأُسطوري التجسيمي يقولون: إذا كان الله موجودًا فلا بدّ أن يُشار إليه؛ فالرازي هنا يريد أن يثبت لهم في وجود موجود لا يشار إليه، يعني ليس بالضرورة أنَّ الموجودَ يُشار إليه، لا توجد مُلازمَة بين الوجود والإشارة إليه)) :[[أي أنّ اللهَ موجودٌ وغير حالّ في العالَم ولا مُباين عن العالم، بحَسَب الجهة]]. والذي يدل على أنّ هذه المقدّمات ليست بديهية؛ وجوه، يقول المحقِّقُ الصرخيُّ: لاحظ إنّ الرازي أتى بمقدمة لاثبات موجود لا يُشارإليه بالحسِّ، بعد هذا يأتي بردود المخالفين، بردود المجسِّمة والمشبِّهة، فالمشبِّهة والمجسِّمة يقولون: لا يوجد موجود لا يُشار إليه بالحسِّ، كلُّ موجود يُشار إليه بالحسِّ، ما هو الدليل على هذا؟! يقولون: يوجد مقدّمات وهذه المقدّمات بديهية وضرورية، فيأتي الرازي ويقول: بأنّ هذه المقدمات التي طرحها التيمية، جماعة التوحيد الأسطوري المجسِّمة الحشوية هي ليست مقدمات بديهية؛ لذلك قال: فنقول: الذي يدل على أنّ هذه المقدّمات ليست بديهية، وجوه: الأول والثاني والثالث إلى أن يصل إلى الوجه الثامن وهذا هو الذي يهمني"الكلام للمحقِّق الصرخيّ" الوجه الثامن: قال المحقِّقُ الصرخيُّ:[إنّ خصومنا لا بدّ لهم من الاعتراف بوجود شيء على خلاف حكم الحسِّ والخيال. (( التفت جيدًا: يعني بعد التدرُّج في الدليل والبرهان يصل الى هذه النتيجة وبناء على ما ذكره هناك؛ فيقول: إذن في النتيجة لا بد لهم أن يعترفوا بوجود شيء على خلاف الحسِّ والخيال، يعني إذا قلنا بوجود شيء فتَحَقّق موجودًا وهذا الموجود على خلاف حكم الحسّ والخيال، أي لا يُشار إليه إذن أثبتنا وجود شيء لا يُشار إليه وأنتم إشكالكم على هذا الأمر وتقولون: إنّ الجهة لله والحيز لله نقول به؛ لأنه اذا كان مَوْجودًا فتثبت له الجهة تثبت الإشارة إليه وإلا فينتفي الوجود، فإذا وِجِدَ فهو جسمٌ وإذا كان جسمًا يُشار اليه، وله حيز، وله جهة، أذن ما دام الله مَوْجودًا؛ إذن يُشار إليه، اذن يدركه الحسّ والخيال، الفخر الرازي يتدرج معهم في الدليل والبرهان الى أنْ يصل بهم في النتيجة أنّه لا بد لهم من الاعتراف بوجود شيء لا يشار اليه، بوجود شيء على خلاف حكم الحسّ والخيال ))] وهنا ينتهي المحقق من وضع بصمته في هذا الباب وإظهار ماوقع فيه المجسِّمة وأتباع التوحيد الأسطوري من خلطٍ، وكيف اتهموا مخالفيهم بالتكفير والرِّدة.. ومَن أراد الاطلاع والتزود ماعليه سوى متابعة محاضرات المحقِّـق الصّرخي والتي حَملت عنوان: وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الاسطوري.