مصطفى البياتي
على مر العصور تشهد المجتمعات بين فترة واخرى انتكاسات في قيمها واطباعها وتقاليدها واخلاقها فتتحول تلك المجتمعات الى طرائد للصياد الذي اوقعها في فخ السقوط الاخلاقي فلا تستطيع المجابهة معه لانها عاجزة عن بناء نفسها او اصلاح ذات بينها, ولان الله تعالى قد خص عباده بالرحمة فلا يمكن اطلاقا ان تكون تلك المجتمعات بدون مرشد او قائد يلهمهم ويدليهم على الطريق الصحيح وعلى هذا الاساس ارسل الله الانبياء والرسل لتنبيه الناس وتذكيرهم وارشادهم للصواب.
قال الله تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ) الاية 24 من سورة فاطر
ومن هنا كانت الحكمة الالهية ان لا يكون لشياطين الانس والجن سلطان على عباد الله الذين يهتدون بامر الانبياء والرسل او من ينوب عنهم من العلماء الصالحين وبذلك تتحقق الصورة الاكثر جمالا في بناء المجتمعات, وحيث ان الشعب العراقي قد مر بانتكاسات وموجات الحادية وفكرية من قبل المستبدين كان لابد ان يتصحح المسار ودفع الضرر عن الشعب من خلال ردع هذه الافكار فبرزت مجالس الشور والبندرية بين اوساط الشباب بعد ان حث المحقق الصرخي عليها من خلال الاستفتاء الموسوم (الشور ..سين سين..لي لي..دي دي..طمة طمة) حيث وثق الاشبال (رواديد ورواد مجالس ومهرجانات الشور والبندرية ) الصورة الاكثر جمالا وانسانية, بابداعهم المنقطع النظير في استذكار افراح واتراح العترة الطاهرة ليحققوا انتصارا محليا وعالميا على طغاة الفساد المجتمعي, الذين يريدون حصر تطلعات وطموح واماني الاشبال في خانة التطرف الاخلاقي, ليرسخوا في عقولهم احتراف مفهوام الجريمة الاخلاقية, بوقوفهم الشامخ على منابر مجالس منصات ومهرجات الشور والبندرية, ليثبتوا ورغم كل ما حاق بهم من تآمر معاد لشعائر الله الدينية, انهم لاعبون اساسيون في عملية انقاذ المجتمع عامة والاشبال والشباب خاصة من التيه الاخلاقي والضياع الالحادي والارتباك الاباحي المنحرف, وليثبتوا ان التحليق نحو العلى لا يتحقق الا بمراعاة القواعد الفكرية المبنية على ادبيات التقوى والوسطية والاخلاق التي اظهرها من الخفاء الى العلن). انتهى الاستفتاء
وختاما نقول ان بناء المجتمعات يبدأ من خلال التربية الاخلاقية للأفراد لان انعدام الاخلاق يعني هلاك المجتمعات وكما يقول الشاعر
و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
https://e.top4top.net/p_87913po02.jpg