مصطفى البياتي
من منا لايتمنى ازالة الظلم من جميع انحاء العالم وخاصة بعد ان ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس فلم يبقى بلد في العالم الا وفيه مظلومين صارخين بعالي الصوت طالبين النجاة لكن دون جدوى او استجابة !
الانسان بطبيعة الاحوال يولد على الفطرة يكره الظلم ويحب ان يتعايش بالسلم دون تمييز الا ان انحراف السلاطين وبمساندة من يدعمهم من ائمة الظلال والشياطين يحولون هذا الانسان الى وحش متغطرس متعطش للظلم وسفك الدماء بشكل يفوق مملكة الغاب, فالحيوان عادة يغدر عندما يجوع لكن الانسان سينتقم من اخيه الانسان حتى بعد امتلاء بطنه وهو بهذا قد فاق الحيوان عندما يفترس لاشباع غريزته .
اغلب الانظمة الوضعية ترفع شعار حقوق الانسان دون تطبيق وهذا مانلاحظه على ارض الواقع فالظلم ينتشر والفساد يعم البلدان ولامن مخلص.
لكن لو اطلعنا قليلا على تاريخ الامم التي سبقتنا واخذنا منها العبر والموعظة هل سنصل الى طريق للخلاص؟
بالتاكيد سيكون الجواب بنعم لان الله تعالى قد وضح لنا في القانون السماوي ان الانسان يولد على الفطرة وعلى الانسان ان يفكر بتدبر ولايلوث هذه الفطرة السليمة فكلما كان قريبا من الله كان خلاصه اقرب ولم يتمكن احد من فرض هيمنته الظلامية عليه فعليه ان يدرك جيدا بان الله خلقه ليس عبثا ولكن لكي يباهي اصنافا اخرى من خلقه عن هذا الكائن العظيم الذي سوف يكون له خليفة في هذه الارض وقد وضح معايير التكرم بهذه الخلافة من خلال القران الكريم فلا تخلو امة الا ولها ناصح امين فلماذا لايلتزم الانسان بالقواعد الالهية التي فيها سعادته الدنيوية والاخروية .
هذه القواعد الالهية التي وضحها الله وهي الايمان بالخالق والالتزام باوامر القائد المرسل من الله والتي بها يكمن تحقق الغرض الالهي من الخليقة
ومع اطلاعنا على تاريخ الامم التي سبقتنا اكتشفنا ان كل امة بدون قائد او مخالفة لااوامر ذلك المصلح الزماني هي امة فاشلة على طول التاريخ حيث عدم المنهجية في اتخاذ القرار وبالتالي سيطرة اصحاب المصالح الفانية على الاخرين وحيث اننا نعيش في اخر الزمان وحسب نظرية لاتخلو الارض من حجة ومع توفر القائد الذي بشر به نبي الاسلام وكما بشرت به كل الاديان السماوية على ظهور المخلص وحيث اتفق الجميع على انه المهدي عليه السلام وهو من ذرية النبي صلى الله عليه واله وسلم تحقق شرط القائد الخليفة الذي وعد الله به ! اذن فما هو السبب ياترى في عدم ظهور هذا القائد ؟
لما لانلقي نظرة على انفسنا هل باستطاعتنا الامتثال لذلك القائد الذي اشترط علينا ان نتكامل فكريا وروحيا حتى نكون قدوة للاخرين يقتدوا بنا وحينها ننشر العدل ونقضي على الظلم .
يقول المحقق الصرخي في رسالته الاستفتائية عن الظهور المقدس [إن الشرط الرئيسي في الإمام (عليه السلام) وتحقيق ظهوره هو تحقيق القاعدة الجماهيرية المخلصة الواعية المتكاملة فكريًا وروحيًا والمضحية بالمال والأهل والنفس من أجل نصرة الإمام (عليه السلام) ومن أجل التعجيل في ظهوره المقدس نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعًا في نصرة وخدمة صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه). والله الموفق المسدد]
فهل نحن جاهزون وعلى استعداد لنكون قدوة للاخرين ؟ فكر معي ايها الانسان فكم من منادٍ يناديك ان ترفع الحيف عنه وتكسب السعادة في الدنيا والاخرة.
https://e.top4top.net/p_773ttnss1.png