مصطفى البياتي
قد يتسائل البعض عن الثواب المترتب من زيارة الحسين-عليه السلام- مشيًاً على الأقدام وتحمل عبئ السفر والألم والمصروفات التي تبذل خلال السفر سواء كانت من أصحاب المواكب أو ممن ترك عمله واتجه سيرًا نحو كربلاء.
يتطرق المحقق الصرخي إلى تلك الشعائر من خلال دراسة توعوية جاءت على شكل بيان حمل عنوان (محطات في مسير كربلاء ) نقتبس لكم نقطة من ذلك البيان حيث قال في المحطة الأولى من ذلك البيان مايلي:-
قال الإمام الحسين-عليه السلام- { .. إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإِصلاح في أمة جدي- صلى الله عليه وآله وسلم- ،
أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب-عليهما السلام-،
فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين،…}
يقول المحقق والآن لنسأل أنفسنا : هل نحن حسينيون ؟ هل نحن محمدّيون؟ هل نحن مسلمون رساليون؟
ولنسأل أنفسنا :هل نحن في جهل وظلام وغرور وغباء وضلال؟
أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟
إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين وجنة النعيم ،
ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين-عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم- بالاتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين
-عليه السلام- وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ، إنه الإصلاح ، الإصلاح في أمة جدِّ الحسين الرسول الكريم-عليه وآله الصلاة والسلام-.
وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال ، هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد فلا نكون في إصلاح ولا من أهل الصلاح والإصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الامين-عليهما الصلاة والسلام-.
إذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقًاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين-عليه السلام- ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين-عليه وعلى آله الصلاة والسلام- في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار. انتهى كلام المحقق
وعليه فإنه من الواجب على المسلم أن يقدم الأمر الواجب الذي خرج من أجله الإمام الحسين-عليه السلام- وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فزيارة الحسين-عليه السلام- مستحبة لكن الأمر الذي خرج من أجله الإمام الحسين هو واجب فيجب أن نسير على ماسار عليه الحسين وليس جعل المسير إليه عادة مستحبة.