مصطفى البياتي
إنّ سلامةَ شبابنا المسلم في الوقت الحالي متوقفة على مدى المنهاج الذي يسيرون عليه فكلما كان مسلكه ثابتًا ونابعًا مِن المصدر الأساسي للشريعة الإسلامية المتمثلة بالقرآن الكريم وسيرة النبي وآله، كلما عادتْ نتائجهُ على إنتاج جيل من الشباب المسلم المثقف متميّزًا عن غيره ممن خالف ذلك المنهج الذي خطه النبي -صلى الله عليه وآله- وسارَ عليه ائمةُ الهدى والعلماء الصالحين .
إنّ توجيه سلوكيات الشباب على تلك القواعد الثابتة بنحو يُحقق الغايةَ من وجودهم ويجعل حياتهم تسير وفق قواعد وأحكام الدين وضوابطه.
يقول أحد علماء البلاغة: (إنّ الطِّباعَ والسُّلوكات التي تَصدُر بعفويّةٍ مطلقةٍ عن الإنسانِ دون انتظار رأي أو تمهّل في اتّخاذ القرار للتصرّف بتلك السلوكيّات تعتَمدُ تلك السلوكيّات بشكلٍ خاصٍّ على ما يَرسخُ في النَّفْسِ مِن حُسْنٍ وقُبْحٍ، ويَنْعَكِسُ عَنها مِن غَيْرِ فِكرٍ وتدبُّرٍ ورَويَّة).
ومما يؤسف له تعرُّضُ مجتمعاتنا الإسلامية وخاصة فئة الشباب الى غزو ثقافي بسبب الفراغ الذي حصل في اوساطهم نتيجة تسلّط أئمة الظلالة ووعاظ السلاطين لقيادة المجتمع بدلًا مِن المرشد الحقيقي المُغيَّب إعلاميًا الّا أن اللهَ دومًا في رعاية عباده يبعث عليهم بين كل حين من يحفظ لهم دينهم وكرامتهم، ومن أمثلة مامَنّ اللهُ على الشباب المسلم ورعايتهم من الانحراف العقائدي والأخلاقي هي: مجالس الشور المعتدل الوسطي المبني على الأسس الشرعية النبيلة التي أقامتها وتُقيمها المكاتب الشرعية للمحقق الاستاذ الصرخي.. والتي كان لها الأثر البالغ في نفوس الشباب وتحريك مشاعرهم نحو المساجد ليكونوا شبابًا واعيًا، عاملًا، آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر، قادرًا على ضبطِ الشَّهَواتِ بالعَقلِ ومُمارسَة الفَضائِل ومكارم الأخلاق،
قال عليه وعلى اله الصلاة والسلام : (إنَّ أحَبَّكم إليَّ وأقرَبَكم منِّي في الآخرةِ أحاسِنُكم أخلاقًا وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعَدَكم منِّي في الآخرةِ أسوَؤُكم أخلاقًا المُتشدِّقونَ المُتفيهقونَ الثَّرثارونَ).
https://www.facebook.com/fatawaa.alsrkhy.alhasany/posts/990635111088922