مصطفى البياتي جاء في الصحيحين عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ " وسنتحدّث عن الركن الأخير، وهو صوم رمضان وكيف كانت أحوال أئمة المارقة الدواعش عند قدوم شهر رمضان الذي فرض الله فيه الصوم وهو ركن من أركان الإسلام التي بني عليها، والمقصود منه حبس النفْس عن الشهوات، وفِطامها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية، لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها ونعيمها، والصيام ليس مقتصرًا على المسلمين فقط، بل حتى في الديانات الأخرى. قال تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون). وما يهمنا هو أنّ الصومَ عبادةٌ اتفق عليها جميع المسلمين، وهي شريعةٌ سارَ عليها النبي والصحابة ومن تبعهم من الصالحين، وعليه فإنّ مخالفة الشريعة تعني مخالفة النبي وعصيان الله وهو أمر حذّر منه جميع الأنبياء والأولياء؛ لأن أئمة المارقة دائمًا يبررون لسلاطينهم مخالفة الشريعة رغم أنهم يذكرون في كتبهم أن فيه مخالفةٍ لأمر الله تعالى وكيف يسمونه في كتبهم.. وسنتطرق الى ما ذكروه من تعريف الائمة الاثنى عشر الذين ذكرهم النبي وكيف تقتدي بهم الناس؟!!! ومِن هؤلاء الأئمة عند المارقة، فقد جاء في شذرات الذهب لِعبد الحي الحنبلي، يذكر عن هذا أمير المؤمنين الخليفة والإمام الثاني عشر، المهدي الثاني عشر، الخليفة الثاني عشر عند المارقة قال: ومن مجونه (الوليد بن يزيد) أيضًا على شرابه قوله لساقيه: اسقني يا يزيد بالقِرْقارة ... قد طربْنا وحنّت الزمّارة اسقني، اسقني فإنّ ذنوبي قد أحاطت فما لها كَفّارة وقرأ ذات يوم (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (*) مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ) فدعا بالمصحف، فنصبه غرضًا وأقبل يرميه وهو يقول: أتوعد كل جبار عنيد … فها أنا ذاك جبار عنيد إذا ما جئت ربك يوم حشرٍ … فقل يا رب خرقني الوليد. وفي فوات الوفيات للكتبي، تحقيق إحسان عباس، ونفس المعنى في الأغاني، ج7، وفي الخزائن ج1، في تاريخ الخميس ج2، وتاريخ الإسلام وتاريخ الخلفاء وخلاصة الذهب المسبوك، قال الشيخ شمس الدين: ولم يصح عنه كفر، لكنه اشتغل بالخمر واللياطة فخرجوا عليه لذلك... وهنا علّق الأستاذ المحقّق السيد الصرخي على هذا الأمر قائلًا ومخاطبًا أئمّةَ المارقة: (ندعو مَن يلاحق الناس بتهمة المثلية واللياطة وشرب الخمر، الآن ممن ينتهجوا منهج التكفير التيمي، أنْ يلاحقوا الوليد الخليفة الثاني عشر، الإمام الثاني عشر، أن يلاحقوا إمامهم ويقيموا عليه الحدّ، حد شرب الخمر، وحدّ اللياطة، وحدّ الزنى، وحدّ الزندقة).انتهى تعليق الأستاذ المحقّق. وقال صاحب الأشعار بما للملوك من نوادر والأشعار: (( كان ربما صلى سكران، وكان في أيام هشام ينتظر الخلافة يومًا، فيومًا ففتح يومًا المصحف فطلع (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) فجعل المصحف هدفًا للسهام، وجعل يرمي نحو تلك الآية .. ويقول: تهدد كل جبار عنيد *** فها أنا ذاك جبار عنيد إذا ما جئت ربك يوم حشرٍ *** فقل يا ربي مزقني الوليد واستقبل شهر الصوم في خلافتهِ بالمجون والشرب، فوعظ في ذلك فقال: ألا من مبلغ الرحمن عني *** بأني تارك شهر الصيام فقل لله يمنعني شرابي *** وقل لله يمنعني طعامي. لاحظوا كيف كان أئمة المارقة الاثنى عشر الذين تحدث عنهم النبي (صلى الله عليه وسلم ) كما يزعمُ ابن تيمية! وكيف استقبلوا شهر الصيام، وكيف يمدحهم ابن تيمية ومَن على شاكلتهِ!!!