تمكين المستضعفين في دولة العدل- في فكر الأستاذ الصّرخي الحسني -
بقلم – احمد الحياوي
ورد في المحاضرة الثامنة من بحث (الدولة.. المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول) المحقق الصرخي الحسني -أدام الله ظله- وفيما يخص مضمون ما جاء في سورة القصص في قوله.....
تمكين المستضعفين في دولة العدل
قال الله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ طسم ﴿١﴾ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٣﴾ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٤﴾ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿٥﴾ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿٦﴾} سورة القصص.
أقول: المعنى واضح في التّمكين للمستضعفين وإمام المستضعفين- عليه الصّلاة والتّسليم-، فمتى يحصل هذا التّمكين وعلى يدِ مَن؟! ولا يخفى عليكم أنَّ فرعون وهامان وجنودهما قد ماتوا قبل التّمكين المحدود الّذي حصل لاحقًا وحَكَمَ فيه أنبياء وملوك بني إسرائيل، فمتى سيشهد ويرى فرعون وهامان وجنودُهما ما كانوا يحذرون منه من نصر الله المُستَضعَفين وتمكينهم في الأرض؟!
مقتبس من بحوث السّيّد الأستاذ الصّرخي الحسني -دام ظلّه-
فهل يوجد جواب إلا بالقول برجعة فرعون وهامان وجنود فرعون و حتى يشهدوا التمكين، حتى يشهدوا النصر والفتح القريب، حتى يشهدوا ما كانوا يحذرون .إذن معنى الآية بما ذكره السيد الأستاذ واضح وبديهي هناك مستضعفين في المقابل فرعون وهامان وجنودهما فهل ورثوا قوم موسى الأرض بما أراد الله من الصلاح والإصلاح وعمارة الأرض وإحقاق الحق وزهق الباطل أم بقي الباطل يصول ويجول إلى يومنا هذا، إذن من يقصد القرآن بالمستضعفين ؟ الذين سوف يمكنون في كل الأرض فالآية محكمة والإرادة الإلهية تشمل كل المستضعفين فإن قال معترض إنه حدث التمكين بخاتم النبيين أقول له هل حدث التمكين لكل المستضعفين في الأرض أم اقتصرت على أمة دون أمة أخرى، على بلد دون آخر، أكيد لم تشمل كل أصقاع المعمورة، إذن متى يكون هذا التمكين أما بالنسبة لنا نعرف أن هذا التمكين يكون على يد المهدي إمام المستضعفين-عليه السلام- المؤيد من قبل الله فيملأ الأرض قسطًاً وعدلاً كما ملئت ضلمًا وجورًا.