القُمِّيُّ يؤيد مَا بَيَّنَـهُ ابْنُ طُاووس فِي نَفْـيِ الأَرْبَعِين وَتَكْذِيبِ لِقَـاءِ أهْلِ البَيْت بِجَابِرٍ فِي كَرْبَلَاء..الْمُفَكِّر الْإِسْلَامِيَّ مُحَقَّقَا
بقلم احمد الحياوي
مجموعة من العلماء والمؤرِّخين، كالشيخ المفيد والشيخ الطوسي والعلامة الحليِّ والكفعمي وابن طاووس والقمي وغيرهم من علمائنا الأجلاء،ينفون اللقاء بجابر والأربعين فقد أفادوا بأنَّ خروج قافلة الحسين-عليه السلام- من الشام إلى المدينة ، ففي يوم العشرين من صفر قد خرجت القافلة من الأسر قاصدةً المدينة ؛ولو نفترض ذهبوا لكربلاء فكيف ؟ كان ذلك نسأل ؟ لمن يدعي ذلك من المدلسين والمستئكلين ؟ وإذْ هم خرجوا من الشام في هذا اليوم فكيف يكون يوم العشرين هو يوم لقائهم بجابر في أرض كربلاء؟! هذا لا يكون بتاتا. إن مدَّة بقاء القافلة في الشام هي عشرون يوماً –كتقدير ويمكن تأكيد ذلك بما ذُكر من أقوال في مدَّة بقاء قافلة الحسين-عليه السلام- في الشام.. فقد اختلفت الأقوال في ذلك، على ثلاث مراحل تقريباً وهي
الأولى قالت جماعة بأنَّ فترة الأسر استمرَّت عشرين يوماً
الثانية: أفادت بأنَّ مدَّة الأسر استمرَّت شهراً كاملاً -كما عن السيد ابن طاووس
الثالثة: تحدثت بأنَّ مدَّة الأسر استمرت شهراً ونصف الشهر ، يعني خمسة وأربعين يوماً قضوها في الشام حسب ما ذكر القاضي النعمان -في القرن الرابع الهجري-. فعلى أقلِّ تقدير تكون قافلة الحسين-عليه السلام- قد بقيت في الأسر عشرين يوماً ويبقى البحث عن الزمن الذي وصلت فيه القافلة إلى أرض الشام؟
المعروف أنَّ القافلة وصلت إلى الشام في غرَّة صفر -واحد صفر-، فإذا بقيت في الأسر عشرين يوماً، فمعناه أنّ أوَّل خروج القافلة من الشام كان في عشرين صفر -وهو موافقٌ لما ذكره فقهائنا، كالشيخ المفيد، وأبي جعفر الطوسي قدس اللهُ نفسيهما-.
أمَّا لو قلنا أنَّها بقيت شهراً -كما أفاد ابن طاووس-، أو خمسة وأربعين يوماً -كما أفاد القاضي النعمان-، فعندئذٍ يكون خروجهم من الشام في شهر ربيع. فكيف يكون وصولهم إلى كربلاء يوم الأربعين هذا أمرٌ لا يمكن قبوله
وهنا افتراض المسير من الشام إلى كربلاء يستغرق 23 يوماً على أقلِّ النسب
وإذا كانت القافلة قد خرجت من الشام يوم العشرين من صفر-بذلك التقدير- فمتى وصلت العراق؟ ومتى وصلت كربلاء؟
والإحصائيات تفيد أن المسافة - من الشام إلى الكوفة تبلغ 550 ميلاً. يعني تحتاج في قطع هذه المسافة بقافلة الجمال إلى ثلاثة وعشرين يوماً -كما حدَّده أصحاب المسافات-، ثلاثة وعشرون يوماً إذا كانت القافلة تسيرُ في النهار دون الليل، وأمَّا إذا كانت تسير في الليل والنهار فتحتاج إلى أحد عشر يوماً. وحتى لو قطعوا المسافة في أحد عشر يوماً فهذا معناه أنهم وصلوا إلى كربلاء في الأول، أو الثاني من ربيع الأول؟ - أما إذا كانوا قد خرجوا يوم العشرين من صفر-، و لو استغرق مسيرهم 23 يوماً كما نستقرب فإنَّ وصولَهم يكون في منتصف ربيع الأول.؟؟
وأمَّا منشأ الاستقراب فهو لأنَّ المؤرِّخين ذكروا أنَّه بعد انتهاء أمد الأسر، والاستنفار الذي حدث في أرض الشام؛ نتيجة الخطابات التي كان يُلقيها الإمام السجاد-عليه السلام-، والسيِّدة زينب-عليها السلام-، أراد يزيد أنْ يظهر بمظهرٍ حسنٍ، فأمر عدداً من أصحابه وجماعته بأنْ يسيروا بالقافلة على أحسن وجه، وألَّا يزعجوهم في المشي، ويتحركون متى شاءوا، ويقفون متى شاءوا، وأن يسيروا بهم ليلا دون النهار- فالمسير في الليل كان لأسباب ومبرِّرات، بعضها أمنية، وبعضها سياسية؛ حتى لا يلتقوا بالناس فيزداد بذلك النفور والسخط على بني أمية-. فإذا كان مسيرهم في الليل دون النهار، فإنَّهم سيحتاجون إلى ثلاثة وعشرين يوماً، بل ربما احتاجوا إلى ثلاثين يوماً باعتبار أنَّهم كانوا يسيرون ويقفون، وهذه قافلةٌ فيها أطفال، وفيها نساء. يعني أنَّ حركتهم من الكوفة إلى الشام ليس كحركتهم من الشام إلى العراق؛ وذلك لأنَّهم يسيرون بمشيئة القافلة، وبطبيعة الحال سوف تُراعى حاجات الأطفال والنساء. وإنْ قبلنا أقلَّ التقادير فمدَّة المسير هي ثلاثة وعشرون يوماً، وهذا يعني إذا كان افتراضاً وصولهم إلى كربلاء لا يقلُّ عن يوم الحادي عشر أو الثاني عشر من ربيع الأول،؟ فكيف يحصل ذلك ومتى التقوا مع هذا الفرض بجابر في يوم العشرين من صفر؟! وكيف رُدَّت الرؤوس إلى القبور في يوم العشرين من صفر؟! هذا غير ممكن، ومستبعَدٌ جدا.؟؟؟ وعلينا أن نكون مسؤولين عن الحقيقية وأخذها من منبعها وأصلها ودليلها الثابت من العقل والمنطق لا خرافة ولا تعصب و لا تدليس ...
يقول الأستاذ الصرخي في تفسير ما ذكر [ابْنُ طَاوُوس وَالقُمِّيُّ...مَعَ نَفْـيِ اللِّقَـاءِ بِجَـابِـرٍ وَالأَرْبَعِين]:
أيَّـد القُمِّيُّ مَا بَيَّنَـهُ ابْنُ طُاووس فِي نَفْـيِ الأَرْبَعِين وَتَكْذِيبِ لِقَـاءِ أهْلِ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلَام) بِجَابِرٍ(رض) فِي كَرْبَلَاء!!
أـ قَالَ القُمِّيُّ: {غَيْر خَافٍ أنَّ ثِقَاتِ المُحَدِّثِينَ وَالمُؤَرِّخِينَ مُتَّفِقُونَ، بَل رَوَى عَلِيُّ بْنُ طَاوُوس نَفْسُهُ، أنَّه بَعْـدَ اِسْتِشْهَادِ الحُسَيْن(عَلَيْه السَّلام)....وَبِمُلَاحَظَةِ كُلِّ هَذِهِ الأمُورِ، يُسْتَبْعَدُ كَثِيرًا [أن يَعُودَ أهْلُ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلَام) إلَى كَرْبَلَاء فَيَصِلُوا إلَيْهَا فِي اليَوْمِ العِشْرِينَ مِن صَفَر الّذِي يُوَافِقُ اليَوْمَ الأرْبَعِينَ، كَمَا يَتَّفِقُ مَعَ يَوْمِ وُصُولِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ إلَى هُنَاك]، وَقَد اِعْتَبَرَ السَّيِّدُ(ابْنُ طَاوُوس) نَفْسُهُ هَذَا الأمْرَ مُسْتَبْعَدًا}}[مُنْتَهى الآمَال(621)]
بـ ـ ثُمَّ قَالَ:{وَعِلَاوَةً عَلَى مَا تَقَدَّمَ فَإنَّ تَفَاصِيلَ وُرُودِ جَابِرٍ إلَى كَرْبَلَاء فِي كِتَابِ [مِصْبَاح الزَّائِر] لِلْسَّيِّدِ ابْنِ طَاوُوس، وَ [بِشَارَة المُصْطَفَى]، وَكِلَا الكِتَابَيْنِ هُمَا مِن الكُتُبِ المُعْتَبَرَة، هَذِهِ التَّفَاصِيلُ مَوْجُودَةٌ، وَلَم يَرِدْ أبَدًا أيُّ ذِكْرٍ لِوُرُودِ أهْلِ البَيْتِ فِي ذَلِكَ الحِين، مَعَ أنّ المَقَامَ يَقْتَضِي ذِكْرَه}[مُنْتَهى الآمَال(622)لِعَبَّاس القُمّيّ]
جـ ـ قَالَ ابْنُ طَاوُوس:{فَصْل زِيَارَة الأرْبَعِين:...قَالَ عَطَاء: كُنْتُ مَعَ جَابِر(رض) يَوْمَ العِشْرِينَ مِن صَفَر، فَلَمَّا وَصَلْنَا الغَاضِرِيَّةَ اِغْتَسَل...حَتَّى وَقَـفَ عِنْدَ رَأسِ الحُسَيْن(عَلَيْه السَّلام)...ثُمَّ جَاءَ إلَى قَبْرِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَين(عَلَيْهِمَا السَّلام)...وَالْتَفَتَ إلَى قُبُورِ الشُّهَدَاء...ثُمَّ جَاءَ إلَى قَبْرِ العَبَّاس(عَلَيْه السّلام)...ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَدَعَــا اللهَ وَمَـضَـى}[مِصْبَاح الزَّائِر(286ـ 288)لِابْنِ طَاوُوس]
د ـ .... فَأيْنَ العِيَالُ وَزَيْنَبُ وَالسَّجَادُ(عَلَيْهِم السَّلَام) مِن المَسِيرِ وَالأرْبَعِين وَكَرْبَلَاء؟؟! وَأيْنَ الْلِّقَاءُ بِجَابِرٍ(رض)؟!!!
هـ ـ .....
المهندس: الصرخي الحسني