..بقلم احمد الحياوي..
..إن المسلمين ، إذا لم يحسنوا الدفاع عن أنفسهم وعقائدهم ومنهجهم فلن يدافع عنهم أحد..بل سيسحقون فلا هم من أنقذوا أرواحهم واستمعوا للحق وتعاليم هذا الدين والعبادات ولاهم خرجوا من سجن التسلط على الرقاب فلا يغير الله بقوم حتى يغيروا من بأنفسهم
لو نظرنا إلى واقع المسلمين في العصر الرّاهن بكلّ ما فيه من التّناقضات والتّحديات يدرك إدراكًا عميقًا بُعدَ الأمّة الإسلاميّة عن تعاليم دينها وأحكامه، فعلى الرّغم من أنّك ترى المسلمين يرتادون المساجد ويؤدّون الصّلاة فيها باستمرار، كما يحرصون على إقامة الشّعائر الإسلاميّة في رمضان والعمرة والحجّ، والزيارات إلاّ أنّ الإسلام لا تراه بمنهجه الشّمولي الذي جاء للتّطبيق في جميع جوانب حياة النّاس الاقتصاديّة والسّياسيّة والاجتماعيّة، فالله-سبحانه وتعالى- بعث النّبي محمّد- عليه الصّلاة والسّلام- بالشّريعة الكاملة الشّاملة التي تصلح للتّطبيق في جميع الأزمان ومهما اختلفت الظّروف والأحوال، وما كانت أحكام هذا الدّين وتعالميه إلاّ لتحقّق السّعادة والطّمأنينة للبشر؛ فالله المشرّع سبحانه هو أعلم بما يصلح للبشر في حياتهم ومآلهم.فالحسين-عليه السلام- فضل الشهادة خير من المذلة والخضوع والخنوع
المحقق والمفكر الإسلامي الرجل المعتدل صاحب العلم والمعرفة يوصي المجتمع والشباب أن يسيروا نحو التقوى والاعتدال والمعاني والأسس الأخلاقية الرفيعة وكما سار الإمام الحسين- عليه السلام- والإصلاح ..قائلا:{إنّي لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنّما خرجت لطلب الإِصلاح في أمّة جدّي-صلّى الله عليه وآله وسلّم- أريد أنْ آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب-عليهم السّلام- فمن قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحقّ وهو خير الحاكمين} والآن لنسأل أنفسنا: هل نحن حسينيون؟ هل نحن محمديّون؟ هل نحن مسلمون رساليون؟ أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟ إذًا لنكن صادقين في نيل رضا الإله ربّ العالمين وجنّة النعيم.
مقتبس من المحطّة الأولى من بيان {٦۹}" محطّات في مسير كربلاء" لسماحة المرجع الأعلى السّيّد الصّرخي-دام ظله-.