كَانَ النَّبِيُّ الإسْرَائِيلِيُّ إِمَـامَ نُبُـوَّةٍ وَمُـلْـكٍ فِعْلًا وَتَحْقِـيقًـا، ثُـمَّ تَنَازَلَ عَن إمَامَةِ المُلْكِ مُضْطَرًّا، فَهَل قَـدَحَ ذَلِكَ بِإمَامَتِهِ وَنُبُوَّتِهِ ؟!!.الأستاذ الصرخي محققاً..
بقلم الكاتب احمد الحياوي ..
ارتد قوم إلياس-عليه السلام- عن دين نبيهم لكن إلى من أُرسلَ إلياس-عليه السّلام-؟ ولمّا توفّي إلياس -عليه السّلام- طغى بنو إسرائيل وعادوا لسابق عهدهم من الفجور والشّرك بالله -عزّ وجلّ- فكانوا من الذّلّة بمكان أن انتصرَ عليهم غيرهم من الكفرة وكانت الحاجة ماسّة بأن يرسل الله -جلّ وعلا- نبيًّا إليهم ليعودوا إلى رحابة الإيمان بالله- سبحانه وتعالى- وليتركوا عبادة الأوثان والأصنام التي أشركوها مع الله.
إرسال جبريل-عليه السلام- إلى النبي شَمْويل أو سمويل أو صمويل أو سمعون هو بن بالى بن علقمةَ بنِ يرخام بن أليهو بن تهو بن صوف بن علقمة بن ماحِثَ بن عَمُوصا بن عزريا، وهو من ذريّة هارون-عليه السّلام-، ويعني اسمه شمويل بالعبريّة إسماعيل ومعنى إسماعيل هو: سمعَ الله دعائي، وذلك أن أمّه قبلَ ولادته قد رأت حالةَ بني إسرائيل وما آلت إليه؛ فدعتِ الله أن تنجبَ ولدًا فكان دعاؤها ووُلدِ في فترةٍ من النّبوّة. أين كانَ صموئيل عندما نزل عليه جبريل أوّل مرة؟ لمّا عَقِلَ شمويل أو صموئيل، دفعت به أمّه إلى رجلٍ صالحٍ ليتعلّم منه العلمَ الذي عنده، وليأخذ منه العبادة والنّسك، فاستقرّ عنده يتعلّم منه ما شاء الله، وبينا هو كذلك إذ بصوتٍ يناديه من عند المسجد؛ فاستيقظ وبه ذعرٌ من ذاك الصّوت، فسأل الشّيخ إن كان هو من ناداه، فأقرّ الشّيخ بذلك مخافة أن يُفزعه؛ فعاد شمويل إلى نومه، ثمّ عاد المنادي يناديه مرّةً ثانية فقام كالأولى فسأل الشّيخَ فأجابه بمثل ما أجابه في الأولى فعاد نائمًا، ثمّ عاد المنادي ثالثةً فقامَ إليه شمويل إذ هو بجبريل -عليه السّلام- فقال له: "اذْهَبْ إِلَى قَوْمِكَ فَبَلِّغْهُمْ رِسَالَةَ رَبِّكَ، فإن الله قد بعثك فِيهِمْ نَبِيًّا" فكان نبيًّا في بني إسرائيل
صموئيل-عليه السلام- يبلغ قومه رسالة ربّه .. لمّا جاء الملكُ إلى صموئيل، وأخبره بالنّبوّة التي كلّفها الله -عزّ وجلّ- بها، ذهَبَ النبي صموئيل إلى قومِه يدعوهم إلى دين الله الذي أرسل به، وأخبرهم أنّه رسولٌ من عند الله-جلّ وعلا-. وماكان موقف بني إسرائيل مما سمعوا؟ لمّا أتى نبي الله صموئيل إلى قومه وأخبرهم بما أرسلَ به كذّبوا دعوته واعترضوا عليها اعتراضًا كبيرًا، وقالوا فيه أنّه أحبّ النبوة فتوهّمها وأنكروا عليه أمره أشدّ الإنكار، ثمّ ما لبثوا أن اختبروه في نبوّته؛ فقالوا إن كنتَ نبيًّا حقًّا فابعَث لنا مَلِكًا يحارب معنا جالوتَ فننتصِرَ عليه.
طالوت ملك لبني إسرائيل .. كيفَ اختارَ شمويل ملكًا لبني إسرائيل؟ دعا صموئيل الله -جلّ وعلا- أن ييسّر أمره ليختار لهم ملكًا، فجيء إليه بعصا وقيلَ له إنّ هذه العصا ستكون بطولِ الملكِ الذي سيحاربُ جالوت، فأخذ العصا وظلّ يجعلها بجانب الرّجالِ ليرى من يكون المَلِكَ حتّى كانت بطولِ رجلٍ اسمه طالوت، ولم يكن طالوتُ من عِليَة القومِ إذ كان من السُّقاة الذي يسقونَ القومَ، ولم يكن صاحبَ نسبٍ شريفٍ، ولم يكن من ذوي الأموال بل له حمار يسقي الماء عليه، ولما ضل حماره عنه ذهب ليطلبه فرأوه فقاسوا العصا عليه فوجدوه بطولها
فهذا النبي صَمُوئِيل لم يحكم شعبه بالظلم والمكر والتدليس والنفوذ والسلطة والجاه وتجهيل الناس وأساطير وخرافة بل اختار لقومه ملك وتنازل عن كل شي لشعبه ولصوتهم ... إن ابتلاء هذه الأمة اليوم هي بما ابتُليتْ به الأمم السابقة وإذا لم يكن بُدٌّ من قضاء الله تعالى، وصدق نبيِّه ، فلا عَجَبَ أنْ تُبتلى هذه الأمة بما ابُتليت به الأُمم قبلها، من التفرُّق والتخاذل، والمجَادَلة والتحاسُد، والغلو في اتِّباع الآباء والكبراء، وحبِّ الدنيا.. إلى غير ذلك مما يُضْعف الدين ويُذهب باليقين، ويُمهِّد للشرِّ الذي يستطير بين يدي الساعة، ولا تقوم الساعة إلا على شِرار الخَلْق.
يقول رجل الفكر الباحث والمحقق في التاريخ والعقائد المحقق الصرخي في هذا الشأن ..
فِي سِفْر صَمُوئِيل الأَوّل[إصْحَاح(8):(1ـ22)]، قَالَ: {كَانَ لَمَّا شَاخَ صَمُوئِيلُ(النَّبِيُّ)...فَاجْتَمَعَ كُلُّ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، وَجَاءُوا إِلَى صَمُوئِيلَ إِلَى الرَّامَةِ...وَقَالُوا لَهُ: «هُوَ ذَا أَنْتَ قَدْ شِخْتَ...فَالآنَ اجْعَلْ لَنَا مَلِكًـا يَقْضِي لَنَا كَسَائِرِ الشُّعُوبِ»...فَسَاءَ الأَمْرُ فِي عَيْنَيْ صَمُوئِيلَ.....فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «اسْمَعْ لِصَوْتِ الشَّعْبِ فِي كُلِّ مَا يَقُولُونَ لَكَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ بَلْ إِيَّايَ رَفَضُوا.....فَالآنَ اسْمَعْ لِصَوْتِهِمْ».....فَكَلَّمَ صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ الَّذِينَ طَلَبُوا مِنْهُ مَلِكًـا بِجَمِيعِ كَلاَمِ الرَّبِّ.....فَـأَبَـى الشَّعْـبُ أَنْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ صَمُوئِيلَ، وَقَالُوا: «بَـلْ يَكُـونُ عَلَـيْـنَا مَـلِـكٌ، فَنَكُونُ نَحْنُ أَيْضًا مِثْلَ سَائِرِ الشُّعُوبِ، وَيَقْضِي لَنَا مَلِـكُـنَـا وَيَخْـرُجُ أَمَامَنَـا وَيُحَـارِبُ حُـرُوبَـنَـا».....فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «اسْـمَعْ لِصَوْتِهِمْ وَمَـلِّـكْ عَلَيْهِمْ مَلِكًـا»}
وـ اتَّضَحَ جِدًّا، إِنَّ جَعْـلَ المَلِكِ وَتَنْصِيبَهُ قَـد حَصَلَ اسْـتِجَابَةً لِصَوْتِ وَطَلَبِ المَلَإِ وَالشَّعْـبِ، بَعْـدَ رَفْضِهِم ملُوكِيَّةَ وَقِيَادَةَ وَحُكْمَ ونِظَامَ النَّبِيِّ الإسْرَائِيلِيّ(عَلَيْهِ السَّلام)
زـ نَبْقَى مَعَ سِفْرِ صَمُوئِيل(الأَوّل)، فِي الإصْحَاح(12)، قَالَ:{قَالَ صَمُوئِيلُ لِكُلِّ إِسْرَائِيلَ: هَأَنَذَا قَـدْ سَمِعْتُ لِصَوْتِكُمْ فِي كُلِّ مَا قُلْتُمْ لِي، وَمَلَّكْتُ عَلَيْكُمْ مَلِكًا....وَهُوَ ذَا أَبْنَائِي مَعَكُمْ....هأَنَذَا فَاشْهَدُوا عَلَيَّ قُـدَّامَ الرَّبِّ وَقُـدَّامَ مَسِـيحِهِ.....شَـاهِـدٌ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ وَشَـاهِـدٌ مَسِـيحُهُ الْيَوْمَ هذَا....فَالآنَ هُوَ ذَا الْمَلِكُ الَّذِي اخْتَرْتُمُوهُ، الَّذِي طَلَبْتُمُوهُ، وهُوَ ذَا قَـدْ جَعَـلَ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ مَلِكًا}
ح ـ فِي الإصْحَاح(15) مِن سِفْرِ صَمُوئِيل(الأوَّل)، أَشَارَ إِلَى أَنَّ المَقْصُودَ بِالمَسِيحِ هُـوَ المَلِكُ نَفْسُـه، وَاسْـمُهُ شَـاوُل، وَأَنَّهُ لَـم يَصْمُدْ عَلَى الحَقِّ بَـل انْحَرَف وَضَلَّ، وَقَد سَلَبَ اللهُ مِنْهُ المُلْكَ، وَقَالُوا إِنَّ اسْـمَهُ فِي القُرْآن (طَالُـوت)
ط ـ كَانَ النَّبِيُّ الإسْرَائِيلِيُّ(عَلَيْهِ السَّلَام) إِمَـامَ نُبُـوَّةٍ وَمُـلْـكٍ فِعْلًا وَتَحْقِـيقًـا، ثُـمَّ تَنَازَلَ عَن إمَامَةِ المُلْكِ مُضْطَرًّا، فَهَل قَـدَحَ ذَلِكَ بِإمَامَتِهِ وَنُبُوَّتِهِ وَشَرْعِيَّتِهِ وَصِدْقِـهِ؟!! كَـذَلِـكَ يُقَالُ فِي عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلَام)...القُـذَّة بِـالقُـذَّة
ي ـ ......
المهندس: الصرخي الحسني
الصرخي الحسني
twitter.com/AlsrkhyAlhasny
youtube.com/c/alsarkhyalhasny
twitter.com/ALsrkhyALhasny1
instagram.com/alsarkhyalhasany
https://www.facebook.com/101279578816028/posts/228233979453920/