قالها..المحقق الأستاذ الصرخي - كلام الله المقدّس الأقدس يصرّح بعدم ترك الإنسان دون تمحيص واختبار وغربلة وابتلاء،
بقلم احمد الحياوي
قَال الله تعالى
( والْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
الخسران بمعنى النقص وهوالغبن والعجز والضلال والعقوبة وأسبابه- الشرك والذين لا يؤمنون بالآخرة ولا بكتاب الله الكفر بالله تعالى
أنَّ كُلَّ دِينٍ غَيْرَ الْإِسْلَامِ فَهُوَ طَرِيقُ الْخُسْرَانِ
قال الحسين-عليه السلام-: «إنّ المؤمن اتّخذ الله عِصمَتَه، وقولَه مِرأته، فَمرَّةٌ ينظرُ في نعتِ المؤمنين، وتارةً يَنظُرُ في وصف المتجبّرين، فهو منه في لطائف، ومن نفسه في تعارف (أي ومن طهارة نفسه على قدرة وسلطنة)، ومن فَطِنَتِه في يقين، ومِن قُدسِه على تمكين..
ويقول أحد الشعراء ..
إني بليت بأربع ما سلطوا ... إلا لأجل شقاوتي وعنائي
إبليس والدنيا ونفسي والهوى ... كيف الخلاص وكلهم أعدائي
إبليس يسلك في طريق مهالكي ... والنفس تأمرني بكل بلائي
وأرى الهوى تدعو إليه خواطري ... في ظلمة الشبهات والآراء
وزخارف الدنيا تقول أما ترى ... حسني وفخر ملابسي وبهائي
فهل ؟ غرتنا الدنيا أم نحن أصبحنا عبيد المال والجاه ، ولاتهمنا إلا البنين والقصور والجاه فتركنا الحق وكلام الله مركونا على جنب، ذهبنا لنستبق خلف الإطماع والضباع والأهواء ومع من لا يخاف الله والنتيجة هي الخسران في الدنيا و الآخرة ؟
يقول المفكر الإسلامي المعاصر رجل التقوى والاعتدال والوسطية موجها المجتمع الإسلامي إلى ذكر الله والدين والأخلاق ونبذ الخلاف ولا.. للالحاد ولا للشرك والمعصية ...
(لقاء الله العزيز)..
بسم الله الرحمن الرحيم {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} التّوبة۱٦، ها هو كلام الله المقدّس الأقدس يصرّح بعدم ترك الإنسان دون تمحيص واختبار وغربلة وابتلاء، فَيُعرف الزَّبد والضّارّ ويتميّز ما ينفع النّاس والمجاهد للأعداء وإبليس والنّفس والدّنيا والهوى فلا يتّخذ بطانة ولا وليًا ولا نصيرًا ولا رفيقًا ولا خليلًا ولا حبيبًا غير الله تعالى ورسوله الكريم والمؤمنين الصّالحين الصّادقين(عليهم الصّلاة والسّلام) فيرغب في لقاء الله العزيز العليم فيسعد بالموت الّذي يؤدّي به إلى لقاء الحبيب(جلّ وعلا) ونيل رضاه وجنّته، وفي كربلاء ومن الحسين(عليه السّلام) جُسّد هذا القانون والنّظام الإلهي، حيث قام(عليه السّلام) في أصحابه وقال:(إنَّه قدْ نَزَل من الأمر ما تَرَون، وإنّ الدّنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت، وأدبَر مَعروفُها ألَا تَرَون أنّ الحقَّ لا يُعمَل به، والباطلَ لا يُتناهى عنه؟!، لَيرغَب المؤمنُ في لقاء ربِّه فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة، والحياة مع الظّالمين إلّا بَرَمًا).
مقتبس من المحطّة الثّانية من بيان {٦۹}" محطّات في مسير كربلاء" لسماحة المرجع الأعلى السّيّد الصّرخي الحسني(دام ظلّه)