بقلم – احمد الحياوي
إن موضوع التقوى مضمون قرآني محض جاء به الإسلام فكرًا مجسدًا بسلوك عملي، لأن
التقوى يعني امتزاج النظرية بالتطبيق، وهذا واحد من أسرار عظمة هذا الفكر القرآني الجديد
وبقائه حيًا. حيث جاء في القرآن الكريم آياتٌ عديدة فيها تفسيرٌ للتقوى، وبيانٌ لحقيقتها، جديرٌ
بعباد الله المتقين: أن يتأملوا تلك الآيات، وأن يتدبروا مضامينها؛ قال الله -تبارك وتعالى-: هُدًى
لِلْمُتَّقِينَ) ثم ذكر صفاتهم: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [البقرة: 2-4.
فالإحساس العميق والوجداني يحتم علينا أن نأخد الحكمة والتدبر من فكر ثورة الإمام الحسين-
عليه السلام- المباركة تلك المدرسة المتكاملة للبشرية تتعلم منها الأجيال ما ينفعها لدينها ومدنيتها
؛ وكانت رسالته-عليه السلام- ، بحق ، إمتداداً لرسالات الأنبياء ، وهي رسالة الحق المتوثب على
الباطل في كل العصور؛ فكما أن الأنبياء جاءوا ليخرجوا العباد من طاعة المخلوق إلى طاعة
الخالق ويؤسسوا فضاءً من الشرعية القدسية تسبح في كنفه الأرواح المؤمنة حكاماً ومحكومين
كذلك فعل الإمام الحسين-عليه السلام- حينما حرر الناس من عبادة الطاغوت اليزيدي في زمانه
فجسدت هذه الرسالة في أهم فصولها ومفاصلها السعي لإعادة ترسيم وتثبيت مقومات الشرعية
في نظام الحكم بعد اجتثاث الأسس الفاسدة التي حاول المفسدون من الحكام ترسيخها مصدراً
لشرعية حكمهم
ولقد كان الإمام أمير المؤمنين-عليه السلام- أيضا قدوة للمسلمين وإمامًا للمتقين في فكره ونهجه
القرآني، حيث يقول: (وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى، لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الْأَكْبَرِ، وَتَثْبُتَ
عَلَى جَوَانِبِ الْمَزْلَقِ وَلَوْ شِئْتُ لَاهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هَذَا الْعَسَلِ، وَلُبَابِ هَذَا الْقَمْحِ وَنَسَائِجِ
هَذَا الْقَزِّ، وَلَكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الْأَطْعِمَةِ، وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ
الْيَمَامَةِ مَنْ لَا طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ، وَلَا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ، أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى
وَأَكْبَادٌ حَرَّى ..
يقول المحقق الأستاد والمفكر الصرخي رجل التقوى والعصر ..
(إنّ شخص الحسين وثورته ونهضته وتضحيته تمثل المثل الأعلى والقدوة الحسنى والتطبيق
الصادق الواقعي للقوانين الإلهية الروحية والاجتماعية، حيث جسّد-عليه الـسلام- بفعله وقوله
وتضحيته، توثيق العلاقة بـين العبـد وربّـه وتعميقها والحفاظ على استقامتها وكذلك جـسّد-عليـه
السلام- العلاقة الإسلامية الرسالية بين الإنـسان وأخيـه الإنسان حيث الاهتمام لأمور الإخوان
وهمـومهم ورفـع الضيم عنهم ومساعدتهم وتوفير الأمان والتضحية من أجل ذلك حتى لو كلّفه
حياته-عليه السلام -.هكذا انتهج أهـل بيته وأصحابه المنهاج المقدس الذي خطّه الإمام الحسين-
عليه السلام-)
مقتبس من بحث: ” الثورة الحسينية والدولة المهدوية ” للمحقق الأستاذ السيد الصرخي الحسني ..
أقيم محفل قرآني 《الْحُسَيْنُ.. عِلْمٌ.. تَقْوَى.. وَسَطِيَّةٌ.. أَخْلَاقٌ》
《عَاشُوْرَاءُ.. قُرْآنٌ.. تَرْبِيَةٌ.. مَنْهَجُ الْحَقِّ》وبمشاركة من القراء الشباب والأشبال
، في مسجد الهدى مدينة المشتل ، اليوم الجمعة ١٣ من شهر ربيع الثاني
١٤٤٣هجرية
الموافق ١٩ من شهر تِـشْرِين الثاني لعام ٢٠٢١ميلادية
المركز الإعلامي - إعلام المشتل
زياره_قبور_اهل_البيت_بدعه