المحقق والمفكر الصرخي مشيرًا إلى أنه لا يجوز تكفير الآخر وقتله.
بقلم احمد الحياوي
ما حكم تكفير المسلمين وقتلهم اليوم ؟
يقول تعالى .. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ( 33 ) )
إن الإسلام دين الله تعالى الذي ارتضاه للناس كافة خاتماً للشرائع السماوية تتكلل به كل مكارم الأخلاق، مراعياً به فطرة الإنسان وكرامته، قاصداً إلى تحقيق المقاصد العامة للشريعة الإسلامية، والتي منها حفظ النفس البشرية، فحرم الاعتداء عليها بأي صورة من الصور، سواء بتكفير أو قتل أو شتم أو إيذاء.
وقد حذّر النبيّ عليه وعلى اله الصلاة والسلام من فتنة التكفير لما تتركه من أثر شديد في تفريق الأمة وتمزيق قوتها، ولما تسببه من قتل للعباد ودمار للبلاد، فقال عليه الصلاة والسلام: (... وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ) ، وقال عليه الصلاة والسلام: (إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا)
وأكّد النبي-عليه الصلاة والسلام- هذا التحذير من فتنة التكفير والتفسيق، فقال-عليه الصلاة والسلام-: (لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالفُسُوقِ، وَلاَ يَرْمِيهِ بِالكُفْرِ، إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ) ، وما كل ذلك التحذير إلا حرص من النبي على أمته، وتقرير لأهمية الإنسان وكرامته عند الله تعالى.
وقد حكم الإسلام بعصمة دم المسلم وماله وعرضه، وجعل من نطق بالشهادتين والتزم بأحكام الإسلام مسلماً، قال النبيّ-عليه وعلى آله الصلاة والسلام-: (مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ المُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ) في الصفات الثلاثة التي هي الصلاة واستقبال القبلة وأكل ذبائح المسلمين لا تجتمع إلاّ في مسلم مقر بالتوحيد والنبوة، معترف بالرسالة المحمدية".
وينبغي العلم بأنّ تكفير المسلم من أكبر الكبائر، فلا يجوز أن يُـكفر مسلم يؤمن بالله والرسول واليوم الآخر، وقد حذّرنا النبيّ- عليه وعلى آله الصلاة والسلام- في خطبة الوداع من خطورة التكفير وما يجلبه من الفرقة وسفك الدماء، حيث قال: (فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ) ثَلاَثًا، كُلُّ ذَلِكَ يُجِيبُونَهُ: أَلاَ، نَعَمْ. قَالَ: (وَيْحَكُمْ، أَوْ وَيْلَكُمْ، لاَ تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ).
يقول المحقق الصرخي- أدامه الله- للعلم والمعرفة والوسطية وشجاعة الموقف هذا الرجل التوعوي والتربوي الذي يبحث في مصير الأمة الإسلامية وبنشر الإسلام وروح الأخاء والوحدة الوطنية ونبذ الطائفية وتوحيد الصفوف ولا فرق عنده بين طائفة وأخرى ودين ومعتقد آخر إلا بالتقوى والاعتدال واحترام النفس التي خلقها الله وأحسن صورها فيقول ...
لايجوز تكفير الآخر وقتله ..حيث أشار سماحته (فنحن هنا على روايات وأخبار التاريخ ومع وجود الكثير من المدلسين والمزيفين نحمل الروايات ونحمل المعاني
ونحمل المواقف المنقولة عبر التاريخ والذي كثر فيها الدس والتزييف والتدليس ونكفر ويكفر بعضنا بعض ويقتل بعضنا بعض ،لايصح هذا ....إنتهى كلام الأستاذ
قال تعالى: "مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً.." ... رحم الله شهداءنا شهداء المبدأ والعقيدة وأسكنهم فسيح جناته.