ماأسباب الابتعاد عن حقيقة الإسلام؟ ومتى العودة إلى منهج رسول الله..المفكرالإسلامي الصرخي مبيناً...
بقلم احمد الحياوي
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)]
الحديث حول العودة إلى منهج الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- وأهل بيته-عليهم السلام- في إدارة شؤون الحياة، وهاتان الآيتان تدلان على أن (الرحمة الإلهية المحصلة نهائية لا ينالهما إلا من اتبع هذا المنهج الرباني، فإن اقتفاء الأثر المحمدي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحليل ما أحل من حلال، وتحريم ما حرم من حرام وكذلك فيما اعتبره طيباً أو خبيثاً هو صفة المؤمنين الذين تكتب لهم الرحمة ويكونون من المفلحين؛ فإن هذا الرسول الأكرم قد بعثه الله تعالى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولوضع تلك الأغلال الثقيلة والاصار الشديدة عن أكتاف الناس..
وأما النوع الثاني من الرحمة فهي الرحمة الأخص والتي عبر عنها تعالى في الآية (فَسَأَكْتُبُهَا) وهي إشارة إلى رحمة ثانية غير الأولى يكتبها تعالى للذين يتبعون المنهج المحمدي الحقيقي الواقعي.
إن الرحمة المكتوبة هي تلك الرحمة التي تمنح للذين يتبعون الرسول الأمي- صلى الله عليه وآله وسلم- ومنهجه في الحياة فإن هذا النبي العظيم، من أهدافه وغاياته رفع تلك الأصر والأغلال المحملة على ظهور بني الإنسان، وعليه فإن من لم يحذو حذو الرسول الأعظم في منهجه العملي والأخلاقي ، فإن الإيمان الكلي والتصديق التام بهذا النبي العظيم (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ) فإن هذا الإيمان هو كلٌ لا تبعيض فيه والواجب الاتباع الفعلي والكامل لكل ما جاء به الرسول الأعظم- صلى الله عليه وآله وسلم-.
ولا يكفي الإيمان به- صلى الله عليه وآله وسلم- وبما جاء به فحسب، بل إنّ من تنالهم الرحمة هم الذين عزروه وعظموه أيضاً ونصروه كذلك، وأيضاً هم الذين اتبعوا النور الذي أنزل معه، وهذا النور هو القرآن ظاهراً، وأما باطنه وتأويله فهو نفسُ محمد وصنوه وهو أمير المؤمنين-عليه السلام-.
وعليه فمن لم يعظم رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- ولم يتبع منهجه الرسالي القويم ولم يقتف أثره ومنهجه وقوانينه ولم ينصره في ذلك كله ولم يتمسك بالنور القرآني الظاهر، والعلوي فلا ينال البر والرحمة والغفران ..لكننا نحن البشر هل تقربنا من الإسلام أم ابتعدنا عنه ؟ فإذا تقربنا فبماذا تقربنا ؟...وأما إذا ابتعدنا فمتى نعود إلى حقيقة نور الإسلام والمنهج الأخلاقي التربوي الصحيح؟ يجيبنا أستاذ الفكر الفليسوف الصرخي في ذلك قائلا...
الابتعاد عن حقيقة الإسلام..
ابتعد المسلمون عن حقيقة الإسلام، ومكارم الأخلاق، حتّى وصلنا إلى ما نحن فيه من فتن وضلال وقبح وانحطاط وفساد، بل قد غرقنا في مضلّات الفتن وأقبح القبح وأفسد الفساد؛ لأنّ ذلك وقع ويقع زيفًا وكذبًا ونفاقًا باسم الطّائفة والمذهب والسُّنّة والقرآن والدّين والإسلام، وفساد المنهج الفرعوني في الاستخفاف وتكبيل العقول وتجميدها وتحجيرها أدّى إلى أنْ ضاعت المقاييس والموازين، فصار المعروف منكرًا والمنكر معروفًا.
مقتبس من بحوث السّيّد الأستاذ الصّرخي الحسني - دام ظلّه -