المعاني الرّسالية السّامية في جوهر وعقيدة المفكر الإسلامي المعاصر
بقلم احمد الحياوي
تثير لنا الدلالات وفي حياتنا ، في أن تطورالإنسان الكياني يعتمد رسالة ، وكذلك في الاعداد الأخلاقي والروحي وفي ترويض النفس والإبداع ،لا التخلق والابتداع . فالإيمان والتجارة مع الله تعالى والرسول الأكرم وأنفسنا وأهلينا والمجتمع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وباقي فروع وأصول الدين هي من تدوم ،والتي تكمن في الأخير من خلق إنسان جديد، والقضاء على التبعية والتقليد الأعمى ومبدأ الانقياد والسلوكية وسير القطيع . ولتكمن بعدها أعلى درجات الفكر والتقوى والإبداع وبناء الإنسان المثالي الوسطي الذي يهضم كل شيء حوله من أجل أن يقدم الجديد، ويضيفه للبشرية. وخير مثال المحقق الصرخي هو من يعيش العالم الحاضر ولكن فكره في العالم المستقبل أو بمعنى آخر فكره أمام عالمه بعشرات أو مئات السنوات، لا توجد اليوم حقيقة بدون صبر ومشقة . وبالتالي فإنَّ تلك الصفات من الاعتدال والتقوى والوسطية التي أسسها الفيلسوف المعاصر الصرخي لا تتشكل بين عشية وضحاها، وإنَّما هي خاتمةٌ لمسارٍ طويلٍ وشاق للأستاذ في بحوثه ومحاضراته في العالم الإسلامي ، وممَّا هو ثابتٌ أنَّ التحريف والتدليس والخرافة قد مرَّت بتاريخٍنا لتعصفه من قبل الشيرازية وتشوهه لتصنعَ الحقد والكراهية بين الأطياف والمذاهب حتى يستمروا في كذبهم على الناس بمعالم الدين المشوه والأساطير والجن والطغيان ؟! فالأرض يرثها العباد الصالحين لا الأشرار ومن هنا علينا أن نميز بين رسالة الإسلام الحقيقية والعمل الصالح لآخرتنا وبين رسالة أهل التدليس والكفر الاخبارية الشيرازية وفي الطعن في أعراض الرسول وآله الأطهار والأصحاب ...
حتى يبين لنا المفكر الإسلامي الصرخي في المعاني الرّسالية السّامية الحقيقية ...قائلاً ومفسراً وفي قول الله تعالى ..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿١٠﴾ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿١١﴾ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٢﴾ وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٣﴾ سورةالصّفّ.
أقول: ما هي التّجارة؟ الإيمان بالله وبالرسول والجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس، ما هي النّتيجة؟ يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنّات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيّبة في جنّات عدن ذلك الفوز العظيم، انتهت التّجارة، انتهى العقد التّجاري، بيع وشراء، أخذ وعطاء، إلى هنا انتهى، لكن لاحظ الشّاهد القرآني، والمعاني القرآنية، انتقل إلى تجارة أخرى، و قضية أخرى في مقابل القضية الأولى، في مقابل التّجارة الأولى، يقول- سبحانه وتعالى-: (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١٣)) هذه بشارة أخرى، ما هذه المعاني السّامية الرّاقية الرّسالية المتضمّنة للوعد وللوعود الإلهية الصّادقة.
مقتبس من بحوث السّيّد الأستاذ الصّرخي الحسني -دام ظلّه-