المفكرالإسلامي المعاصر يعزي النبي الأكرم والقائم الحجة والعالم الإسلامي بشهادة وصي رسول الله الإمام علي بن أبي طالب...
بقلم احمد الحياوي
قال رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- في علي: (( علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار )).ولو تحدثنا عن الجريمة .. والفوز بالشهادة فنرى وما أن لاح وقت الأذان حتى توضأ ونزل إلى الدار وكان في الدار أوز أهدي إلى الحسين-عليه السلام-، فلما نزل خرجن وراءه ، ورفرفن وصحن في وجهه، وكان قبل تلك الليلة لم يصحن فقال-عليه السلام-: (( لا إله إلاّ الله صوارخ تتبعها نوائح ,فلما وصل إلى الباب وعالجه ليفتحه تعلق الباب بمئزره حتى سقط فأخذه وشده وهو يقول:
اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيكا * * * ولا تجزع من الموت إذا حلّ بناديكا ولا تغتر بالدهر وإن كان يواتيكا * * * كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيكا..إن الأحاسيس التي عاشها الإمام علي-عليه السلام- قبيل استشهاده بلحظات ، تعبر عن كل قيم الاعتدال والصبر والحكمة والتقوى لا البغض ولا الانحراف ولا السب ولا الشتم حتى في قاتله على عكس مايقوم به الشيرازية من السب والشتم في أعراض النبي وأصحابه ؟
حيث قال المحقق الصرخي على أن مظلومية الإمام علي- عليه السلام- هي محور حركة التاريخ الإنساني في إطار الصراع بين الحق والباطل. وأضاف سماحته لشخصية وإيمان أمير المؤمنين-عليه السلام- ، ثم استذكر اللحظات الأخيرة من حياة الإمام علي- عليه السلام- وكيف أن أمير المؤمنين-عليه السلام- عاش صراعاً قبل لحظات الشهادة هذا الصراع تجسد في تردد وهو ليس بمعنى التردد السلبي وإنما تردد إيجابي بين فراق العبادة والمسجد من جهة وبين الذهاب للجنة والفوز بالرضوان ، لأن علياً-عليه السلام- كان يعشق العبادة ولأنه-عليه السلام- كان عابداً عاشقاً غائصاً في بحور العبادة وكان طعم العبادة عنده أمر صعب فراقه يضاف له فراق الأحبة من أهل بيت النبوة-عليهم السلام- والمخلصين من الحواريين ، لكن الترجيح كان للجنة لذلك قال أمير المؤمنين كلمته المشهورة لحظة استشهاده (فزت ورب الكعبة ) .إنتهى كلام الأستاذ ..
وبعد أن قبضوا على ابن ملجم وساقوه إلى موضع للإمام فقال له الحسن-عليه السلام-: (( هذا عدو الله وعدوك ابن ملجم قد أمكن الله منه وقد حضر بين يديك ))، ففتح أمير المؤمنين-عليه السلام- عينية ونظر إليه وهو مكتوف وسيفه معلق في عنقه ، فقال له بضعف وانكسار وصوت رأفة ورحمة: (( يا هذا لقد جئت عظيماً وخطباً جسيماً أبئس الإمام كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء )) ، ثم إلتفت-عليه السلام- إلى ولده الحسن-عليه السلام- وقال له: (( إرفق يا ولدي بأسيرك وارحمه وأحسن إليه وأشفق عليه ، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أمّ رأسه ، وقلبه يرجف خوفاً ورعباً وفزعاً )) ، فقال له الحسن-عليه السلام-: (( يا أباه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرفق به ؟! )) فقال له: (( نعم يا بني نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب إلينا إلاّ كرماً وعفواً، والرحمة والشفقة من شيمتنا لا من شيمته ، بحقي عليك فأطعمه يا بني مما تأكله ، واسقه مما تشرب ، ولا تقيد له قدماً ، ولا تغل له يداً ، فإن أنامتّ فاقتص منه بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة ، ولا تمثل بالرجل فإني سمعت جدك رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ، وإن عشت فأنا أولى بالعفو عنه ، وأنا أعلم بما أفعل به ، فإن عفوت فنحن أهل بيت لا نزداد على المذنب إلينا إلاّ عفواً وكرماً )).
. تهدّمت أركانُ الهدى وقُتِل الاعتدال
بفجرٍ حين تتنزّل الأرزاق، صاحت ذعرًا كلّ الآفاق، من ضربة سيفٍ قد جُبِل على النفاق، ضجّت وفزعت لها بكاءً كلّ الأحداق، لشقّ هامة عليٍّ باب المدينة، بغدرِ ملعونٍ قد أطاع إبليس حين استفاق، واويلاه قد تهدّمت أركان الهدى، صرخ بها الملَك ممتطيًا البراق، غُدِرت التقوى، والوسطية والاعتدال، وذُبِحت الأخلاق، في محرابٍ سالت دماؤه عظيم قدرٍ قد أذّن حينها حبًّا للقاء الله والاشتياق، فخرَّ راكعًا قانعًا لقدر الله، إمام متألّم من كيد الشقاق، فبفقدكَ مولاي عليّ نعزّي أخاك المصطفى والآل لاسيّما المنقذ القائم بالحقّ والأمّة الإسلاميّة والإنسانيّة والسيّد المحقّق الأستاذ الصرخيّ الحسنيّ.
ذكرى استشهاد الإمام عليّ بن أبي طالب - عليه السلام-