الثّبات على الحقّ ونصرته في فكر ووجدان المحقق الصرخي..
بقلم – الصحفي احمد الحياوي
إنَّ قولَ الحقِّ ثقيلٌ فمن قَصَّرَ عنه عَجِزَ ، ومن جاوزه ظَلَمَ ، ومن انتهى إليه فقد اكتفى، ولكن قول الحقيقة والصدق أصبح لدى الكثيرين منا شيئاً مخجلاً مُعتبرين من يقولها لا يواكب متطلبات العصر ، ودواعي الحضارة ، فتجد هناك من يكذب ويصور لك على أنه مدينة من العلم والديانة ولكنه مجرد من أبسط مقومات القيم الدينية ورسالة الإسلام والإخاء والمودة والتراحم ويصدقهم الكثير ومنهم الشييرازية وأتباعهم الذين يسبون أعراض النبي وأصحابه وبالتالي فأصبح البعض منا يُصدق بكذبهم إذن الكذب والتدليس والتحريف في الكتب والعقائد أصبح شغلهم الشاغل لمصالح دنيوية أموال وسياسة وطائفية فهي عندهم لباس وشتان بين صاحب الحق والباطل فالكذب ليس من المروءة بل يعاقب الله- سبحانه وتعالى- الكذاب والثابت على الحق
والأمانة هي قول الحقيقة والحق ولا أُنكر أنَّ الحرص لتكون صادقاً وتقول الحقيقة دائماً شيء صعبٌ جداً وليس باليسير والتمسك به في ظل هذا المجتمع المادي يصعب على الكثيرٍ من البشر والناسُ عرضة للخطأ أكثر من الصواب ، ولا أُنكر أنٌّك بقولك الحق ستكون ممقوتاً عند الآخرين لا صاحب لك ولا رفيق ولا صديق ولكن عزائي وعزاءك في هذا هو أنَّ الحَقَّ قديمٌ ومراجعةُ الحَقّّ خيرٌ من التمادي في الباطل .
يكرهكُ البعضُ لأنك تقول كلمةَ الحَقِّ ، ويعادونك لأنك تُخَالِفُ هواهم ومعتقداتهم ، ويلجأون إلى شتمك وسبِّكَ وتقريعكَ لأنهم عاجزون عن إقناعك بالحُجَّةِ والدليل والبُرهان ، ويزدادُ عددُ أعدائك ويقِلُّ عَددُ أصدقائك ، ويَكثُرُ شاكوكَ ، ويَقِلُ شاكروكَ ، وتُدركُ أنَّ قَولَ الحَقِّ لم يَدَعْ لك صاحِباً .
ويكره كثيرٌ من الناس الحقيقة لأسبابٍ مختلفة ، فمنهم من يكرهها لذاتها لأنها تتناقض مع ما يؤمن به وما يفعله في سره وعلانيته ، ومنهم من يكرهها لأنها تفضح عيوبه وتكشف سوء ممارساته ومعاملاته التي اعتاد عليها أمام الناس والمجتمع ، ومنهم من يكرهها لأنها تتسببُ بضرر نفسي قد يلحق به جراء معرفة حقيقة مرضه مثلاً أو فشل صفقة تجارية أو غير ذلك .
نكره الحقيقة إذاً لأنها مرآةٌ عاكسةٌ لكل ما هو واضح وجليٌّ في حياتنا وأخلاقنا وممارساتنا ومعاملاتنا وغير ذلك ، نكرهها أشد الكُره لأنها تفرض علينا أن نطَّلَع على سوآتِنا وعيوبنا وتدفعنا راغبين أو مكرهين إلى إصلاحها والإبتعاد عن كل ما يدنس إنسانيتنا إن نحن أردنا الإندماج في مجتمع متوافق ومتضامن تسوده المحبة والتآخي والود
يقول صاحب الاعتدال والتقوى والوسطية المفكر والمحقق الإسلامي الصرخي في موضوع الثبات على الحق ..
علينا الشّعور بالمسؤولية الحقيقية وعيش القضية المهدوية والتّفاعل معها فكرًا وعاطفة وعملًا، نسأل الله تعالى أنْ يثبّتنا جميعًا على الحقّ ونصرة الحقّ ويجعلنا ممّن يعيش في ظلّ دولة العدل الإلهي المقدّس.
مقتبس من بحوث السّيّد الأستاذ الصّرخي الحسني -دام ظلّه-