عاشُورَاء.. في فكر ووجدان المفكر والمحقق الصرخي
بقلم - الصحفي احمد الحياوي
إن أهمّ المواضيع اليوم على الساحة الإسلامية ـ الثقافية والفكرية ـ هي تعميق الوعي الرسالي، من خلال دراسة النهضة الحسينية المباركة بشكل علمي معتدل ، ومحاولة الاقتراب أكثر فأكثر من إدراك أبعادها ومفاهيمها الراقية، و تفعيل جانب الوعي والادراك على الواقع أن الخروج بالإحياء الحسيني من مرحلة الانفعال العاطفي إلى مرحلة الفعل الواعي، ومايهمنا النتيجة أن يحدث لدينا التصور التامّ وأساسه العقل وليس فقط العاطفة والبكاء والنحيب وفق منهجية أخلاقية ؛ ليؤدّي كلّ منهما دوره في بناء الشخصية المتكاملة للمؤمن الواعي، بدل المؤمن المتعصب، والذي يسير خلف خرافات وأوهام جاءوا بها أصحاب المنابر المستئكلين برؤوس العباد لأجل الدينار والدرهم وهم كثر !! وكلام أساطير كل سنة يتكرر بدون أي دليل ولاحتى حديث صادق ومنه إسقاط المحسن وكسر الضلع وحرق دار الزهراء-عليها السلام-
والتي زارت قبر أبيها- صلى الله عليه وآله- فإنها والواضح لم تشكوا له أن أحداً قد اعتدى عليها أو من هذا القبيل وقبل وفاة النبي- صلى الله عليه وآله- بأيام ؟؟ونرى هؤلاء الإخبارية الشيرازية وخطبائهم يتحيرون كيف يصنعون سيناريو الخرافة والأساطير ليبثوها بين أفكار الناس لتسمم البعض ومنها الطقوس والتشبه بالكلاب والطين وأفعال تسيء وتبتعد كل البعد عن رسالة وقيم وأهداف الحسين-عليه السلام- الحقيقية ولانكون غافلين عما يحصل فكما أنّ للعاطفة دورها في الحفاظ على حرارة العقيدة، فإن ندارة ونداوة الفكر أهم ، وهي ترسيخ الانتماء الحسيني الواعي ، فللعقل أيضاً دوره في توجيه المجتمع بعيداً عن تلك الخزعبلات ونحو التوجيه الصحيح، والدفع بهذه الطاقة الهائلة من الشباب نحو مجالس القرآن والذكر والدعاء والوحدة والتسامح والوسطية ، من أجل إحداث التغيير الإيجابي في النفس والمجتمع لمصلحة قضايا الحقّ والعدل.
فيقول أدامه الله للإنسانية المفكر الإسلامي الصرخي عن عاشوراء ...
عَاشُورَاء : [إصْلَاح الفِكْر وَالعَقِيدَة وَالأخْلَاق]
قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا}..{أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[الأعراف179]
[إصْلَاح الفِكْر وَالعَقِيدَة وَالأخْلَاق]: قَالَ الإمَامُ الحُسَيْنُ(عَلَيْهِ السَّلَام): {إنَّمَا خَرَجْتُ لِــ طَلَبِ الإصْلَاح فِي أُمَّةِ جَدِّي(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)؛ أُرِيدُ أَن آمُرَ بِالمَعْرُوفِ وَأنْهَى عَن المُنْكَر}
[فَاطِمَة عِنْدَ قَبْرِ أبِيهَا فِي بَيْتِ عَائِشَة(عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام)]:
هَل تَظَافَرَت عَائِشَةُ مَعَ فَاطِمَةَ ضِدّ أبِي بَكْر(رَضيَ اللهُ عَنْهُم وَعَلَيْهِم السَّلام)؟!!
رَوَى الْشَّيْخُ المُفِيدُ:{عَن زَينَب(عَلَيْهَا السّلام) قَالَت: لَمّا اِجْتَمَعَ رَأيُ أبِي بَكْر(رض) عَلَى مَنْعِ فَاطِمَةَ(عَلَيْهَا السّلَام) فَدَكًـا، وَأيِسَـت مِن إجَابَتِه لَهَا، عَدَلَـت إلَى قَبْـرِ أبِيهَا رَسُولِ الله (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلّم)، فَـألْقَـت نَفْـسَـها عَلَيه، وَشَكَـت إلَيْهِ مَا فَعَلَه القَومُ بِهَا، وَبَـكَـت حَتّى بَلّـت تُرْبَتَه(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلّم) بِدُمُوعِهَا وَنَدَبَتْه..}[الأمَالِي لِلمُفِيد:المجلس5]
أـ اِخْتَارَ الرَّسُولُ الأمِينُ(صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَعَلَى آلِه وَسَلَّم) أنْ يُمَرَّضَ في بَيْتِ أمِّنَا عَائِشَة(رض) حتّى صَارَ مَوْضِعًا لِقَبْرِهِ وَمَثْوًى لِجَسَدِهِ الطّاهِر(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالتَّسْلِيم) دُونَ بَاقِي البُيُوت.
بـ ـ الثَّابِتُ وَالوَاضِحُ جِدَّا أنَّه لَا يُمْكِنُ لِأحَدٍ الدّخُولُ وَالوصُولُ لِلْقَبْرِ الشَّرِيفِ إلَّا بِإذْنِ السّيِّدة عَائِشَة(رض)، وَاسْتَمَرّ ذَلِكَ حَتّى وَفَاتِهَا(رض) سَنَة(58هـ).
جـ ـ هَل اِقْتَحَمَت فَاطِمَةُ(عَلَيْهَا السَّلام) بَيْتَ عَائِشَة(رض)، فَدَخَلَت عَـنْوَةً حَتَّى وَصَلَت إلَى قَبْرِ أبِيهَا(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِه الصَّلَاة وَالسَّلَام)؟!! أو تَعَاطَفَت وَتَظَافَرَت أمُّنَا عَائِشَة(رض) مَعَ أمِّنَا الزّهْرَاء(عَلَيْهَا السَّلام) فَأذِنَت لَهَا بِالدّخُول كَي تَشْكُوَ لِلرَّسُولِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَعَلَى آلِه وَسَلَّم) مَا فَعَلَهُ أبُو بَكْر(رض)؟!!
د ـ عَدَلَت إلَى القَبْرِ وَألْقَت نَفْسَهَا عَلَيْهِ، وَبَكَت حَتَّى بَلَّت تُرْبَةَ القَبْرِ بِدُمُوعِهَا، وَنَدَبَتْهُ!! إذَا كَانَت(عَلَيْهَا السَّلَام) قَـد فَعَلَت كُلَّ ذَلِكَ، فـأيْنَ صَارَ البَابُ وَالمِسْمَارُ وَالعَصْرَةُ وَالضِّلْعُ المَكْسُورُ وَالمُحْسِنُ وَالإسْقَاط؟!!
هـ ـ يَتّضِح: إنّ هَذَا الحَدَثَ بِمُفرَدِه يَتَنَافَى كُلّيًّا مَع كَونِها(عَلَيهَا السّلام) قَبْلَ بِضْعَةِ أيّام قَـد تَعَرّضَت لِعَصرَةِ البَابِ وَنَبْتَـةِ المِسْمَار فِي الصّدْر وَكَسْرِ الضّلْع وَإسقَاطِ المُحْسِن وَمَرَضِ المَوْتِ الّذِي مَاتَت فِيه!! ........... إنتهى كلام الأستاذ.