يا ليتني لم أتخذ هبل خليلا
الاستدلال من القوانين الالهية للخالق عز وجل وكثيرة هي النصوص القرآنية الشريفة جاءت تطالب الكافرين بالدليل والبرهان والاستدلال ومنها قوله تعالى (( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ( 111 ) )قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)
وقوله تعالى (إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (23من سورة البقرة
هذا النص القرآني هو خطاب من الباري عز وجل الى البشر مع وجود الفوارق لكنه تعالى خلقنا وبرأنا وكوننا عبيدا لاوجود لنا ما لم يكن أمر الله تعالى
هل يا ترى أن الرب عز وجل وحاشاه يتنزل للبشر لكبر حجم الانسان أم أنه تعبير وصفة تبين رحمة الباري وطول أناته
فالخطاب في النص القرآني قد جاء من الباري من دون تعالي ولكن ليخاطب به البشر المعاند ويتحداه في بضع أيات بينات
وكما قال رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم لكفار قريش وفطاحلة شعرهم وسحرهم قال عليه الصلاة والسلام (أتوا بسورة من مثله )
رغم هذا كله نجد العناد والتكبر والاستعلاء من البشر العاصي الجاني على نفسه لخالقه وبارئه ونبيه
فما بالنا اليوم ونحن نعيش فقد نبينا وبعد ولينا الامام الغائب المغيب عليه السلام وما بالنا بمن يعاند المرجع الاعلم صاحب الدليل العلمي الاخلاقي
وبرغم ما قدمه المحقق الصرخي من بحوث عالية ومتقدمة في الاصول والفقه وطرحه الاستدلالات العقلية والنقلية المدعومة بالادلة والبراهين
وكتبه ومؤلفاته التي غزت المكاتب ودور النشر وبيوت القراء رغم كل هذا نجد أن البعض يكذب ويستكبر ولا زال ينتظر أن يصحو له هبل ويقول له أنا ربكم الاعلى فأعبدون ؟؟
بل الادهى نلحظ من البعض قد أصبح الناطق الرسمي لوكالة هبل ومؤسسته الدينية السلطوية والاخر أصبح متفرجا يقف على التل ليرى من ينتصر فيقول أنا كنا معكم
وأخرون يكابرون رغم علمهم بخطأ ما يعتقدون وما يعبدون من دون الله لكنهم لا يستطيعون مخالفة الهوى وشيطان النفس
وفي الختام أقول إن الله تعالى لا يترك عبدا من عباده من دون أن تصله رسائل ربانية تقول ألا أن الحق مع أوليائي الصالحين وعبادي المخلصين
حتى لا يحتج على الباري غدا ويقول (لولا أرسلت لنا رسولا فنتبعه )أو ربِ أرجعون لعلي أعمل صالحا أو ( يا ليتني لم أتخذ فلانا (هبل )خليلا )
وهبل اليوم يمثل المنصب والجاه والمال والزوجة والرب والصاحب والقائد ومرجع التقليد
بقلم= الناقد نوري النوري