التجارة مع الله هي الفرج القريب.. الصرخي موضحًا
المعنى الشائع عن التجارة هو عملية البيع والشراء بين طرفين أحدهما يقدم العروض والآخر يدفع الأموال والمقابل فالتجارة متداولة بين الناس وبين المؤسسات وبين الشعوب وبين الأمم كلها تجارة تكمن ضمن ضوابط وضعها الإنسان وفق قوانين ثابتة وبعضها يتغير بتغير المتغيرات
ولكن هناك تجارة لا خسارة فيها وتجارة يقدم فيها الإنسان ما عنده من طاعة وعبادة حقيقية ويرفعها إلى الخالق-عز وجل- هذه التجارة تختلف عن ما هو معروف كونها البائع والشاري هو الإنسان ومن يعطي ويدفع الأثمان هو الله-تعالى- وجاء في النص القرآني الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿10﴾ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿11﴾ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿12﴾ وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿13﴾ سورة الصف.
هذا النوع من التجارة تطرق المحقق الصرخي الحسني في إحدى محاضراته الأصولية قائلا والكلام للمحقق الأستاذ
أقول: ما هي التجارة؟ الإيمان بالله وبالرسول والجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس، ما هي النتيجة؟ يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم، انتهت التجارة، انتهى العقد التجاري، بيع وشراء، أخذ وعطاء، إلى هنا انتهى، لكن لاحظ الشاهد القرآني، والمعاني القرآنية، انتقل إلى تجارة أخرى، و قضية أخرى في مقابل القضية الأولى، في مقابل التجارة الأولى، يقول- سبحانه وتعالى-: (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)) هذه بشارة أخرى، ما هذه المعاني السامية الراقية الرسالية المتضمنة للوعد وللوعود الإلهية الصادقة.
مقتبس من المحاضرة {8} من بحث (الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وآله وسلّم-) تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي لسماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني- دام ظله-
17 صفر 1438 هـ - 18 / 11 / 2016م
فالتجارة مع الباري-عز وجل- ليست غايتها الجزاء والاحسان في الدنيا والآخرة فقط بل هي تجارة تدوم بدوام البشرية بقوله تعالى وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين هذه البشارة هي عدالة السماء هذه البشارة هي زوال الظلم والفساد من على المعمورة
وهذه البشارة هي موعد المؤمنين المنتظرين مع النصر المؤكد والمدد الإلهي والذي يتجسد بظهور الإمام المهدي-سلام الله عليه- هذه البشارة ينتظرها كل البشر بمختلف ألوانهم وأجناسهم إلا المنافقين والكاذبين من أئمة ظلالة وإنحراف فهؤلاء ينكرون تلك البشارة لكي يدوم ظلمهم وفسادهم إلى أمد بعيد وهذا محال فالمهدي قادم يا خوارج العصر وتيمية الإنحراف ودواعش الفكر والتكفير.
https://b.top4top.net/p_1214rdi4g1.jpg