المرجع الأعلم هو قائد الأمة وراعيها هذا ما قاله رسول الله
قال رسول الله-صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم-
(((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَهي مَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))صدق الصادق الأمين
الراعي المتعارف عليه هو ما يأتي بمعنى الراعي للأبل والاغنام فهو مسؤول عن حمايتها
وأطعامها وسقيها وحمايتها من المفترسات حتى رواحها إلى مقام راحتها ومنامها والرجل راع وهو مسؤول عن رعيته و هنا الكلام عام وشامل ومطلق من دون تحديد كان أبًا لعائلة أو شيخًا لعشيرة أو حاكمًا ووزيرًا أو حتى مرجعًا كان ولا يخص الكلام رعية بمعنى رعية الأغنام والابل
ولكن قال الرسول الأعظم في المقال الشريف أعلاه (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،)
فالتصدي لإمامة الأمة ليس بالشأن اليسير فهو مسؤولية وذمة وأمانة لا يجوز لأي كان التصدي لها من دون وجه شرعي وأخلاقي
فالعشيرة إن كان شيخها المتصدي لرعايتها ضعيفًا وركيكًا وهزيلا وجبانًا وخائنًا حتمًا سينعكس ذلك كله على العشيرة بصورة عامة فتكون تلك العشيرة عرضة لنهب وسلب وسطوة العشائر الأخرى
هذا الوصف والحال ما تعيشه الأمة الإسلامية اليوم وفي الأمس لأن المسلمين دائمًا يوالون من ليس أهلا للقيادة ولا أهلا للزعامة ولا أهلا للمرجعية وكما قال رسول الله (ما ولت أمة أمرها لرجل وفيهم من هو أعلم منه إلا وكان أمرهم في سفال حتى يرجعوا إلى ما تركوا )
هنا الرجوع أما أن تعود الأمة إلى جاهلية ما بعدها جاهلية أو تعود للرجل الأعلم الذي تركوه
هذا ما وضحه وبينه المحقق الأستاذ الصرخي الحسني في إحدى محاضراته الأصولية العالية والتي يوضح فيها كيف للأمة أن تختار قائدها ومن يمثل حسين زمانها وأعلم الموجودين بالدليل العلمي الأخلاقي الأصولي لترسوا سفينة تلك الأمة على شاطئ الأمان والاستقرار النفسي والأمني والمعاشي في الدنيا والآخرة فلا بد للأمة من حسين زمانها يوقد فيها شعلة التحرر من عبودية الدنيا والأشخاص ويقود تلك الأمة إلى جادة الصواب وإلى مرسى الأمان
وإلا ستكون تلك الأمة رهينة أطماع ذئاب الفساد الديني التي تتربص وتنتظر هزالة الأمة لكي تفترسها بأنيابها التي غرستها في جسد الأمة منذ سنوات وهذا ما نحن عليه اليوم من هلاك وانحطاط تعيشه الأمة بعد أن تركت حسين زمانها وأخذت ترعى خلف ذئاب الدنيا ووحوشها
فمتى تصحو الأمة من سباتها ومتى ترضي خالقها ومتى تسأل وتبحث عن حسين زمانها ومرجعها وقائدها صاحب الدليل العلمي الأخلاقي حتى تخرج الأمة من أفواه الذئاب وتعيش جنة الرضوان في الدنيا والآخرة.