ألعقل هو ميزان البشر ونقطة المفارقة بين الانسان والحيوان أجل الله القارىء اللبيب فالعقل عندما يترك الى جانب ويهمل عمدا حتما يكون في خانة الاهمال وعدم الاستخدام يعتبر الانسان عبارة عن حيوان ناطق من دون تحكم في غرائزه وافكاره أي أن وجدوده مثل عدمه
وفضل الله الانسان بالعقل على كل المخلوقات أن أستخدمه بما يرضي الله تعالى سيكون الانسان أرقى من الملائكة كما جاء عن الامام علي عليه السلام قال: هبط جبرئيل على آدم عليه السلام فقال: يا آدم إني امرت أن اخيرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنتين فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين، فقال آدم: إني قد اخترت العقل فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه
فالعقل هو الفاصل بين ألانسان بمعناه الحقيقي كأنسان فيكون أرقى من الملائكة أن أستخدم عقله أستخدام أيجابي ويكون أدنى من الحيوانات وأدنى من غيره من المخلوقات الاخرى في حالة العكس
و العقل هو الباب الذي فتح أفاق التقدم والحضارات والعلوم والافكار لكل البشر حتى وصلوا الى ما وصلوا عليه اليوم من تقدم علمي وتقني وثقافي وفتحت أبواب السماء والارض بفضل العقول وتواصل أبن الشرق مع الغرب كأنهما جاران بينهما جدار بسيط كل هذا بفضل نعمة العقل التي من الله تعالى بها على أبن أدم
ولكن هناك من يحاول ألغاء العقل وتحييد دوره وتحجيره داخل الجمجمة من دون عمل وفكر وثقافة هؤلاء هم أعوان أبليس الملعون من أئمة الضلالة وشياطينهم فهم يريدون من جعل الانسان مطية يمتطونها أين ما يشاؤن وأين ما يريدون من خلال التلاعب بالعقول ودس فيها كل ما هو غير أخلاقي ولا شرعي فيجعلون أي أئمة الظلالة يجعلون من الحق باطلا حتى لا يقترب منه أحد فيكذبون الانبياء ويقتلون الرسل ويغيبون المصلحين
ويجعلون من الباطل شبهة وحقا من خلال التلاعب في الاحداث والتفسير والتأويل والكذب والافتراء والتزوير
فأحلوا حرام الله وحرموا حلال الله وقالوا أن المعروف قتل الانسان وأستباحة دمه وأرضه وعرضه والنهي عن المنكر هو قطع الرؤس لأنها زارت قبر الرسول والصالحين والانبياء كما في فكر ودين أبن تيمية وأئمة الظلالة
وكأنهم لم يسمعوا كلام رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )وقال سلام الله عليه (من قال لا أله ألا الله فقد دخل في حصني )صدق الصادق الامين
هنا يتدخل المحقق الاستاذ الصرخي الحسني وهو يبين لنا ماهية العقل من خلال بحثه الموسوم (الاستعداد لنصرة الامام المعصوم )عليه السلام
والكلام للمحقق الاستاذ (بعد أنْ عرفنا نِعم الله علينا وتفضّله لتشریفنا بالعقل ومیَّزنا به عن البهائم فالواجب أنْ نشكر نعم الله علينا وأنْ نستعمل العقل ونستغله فيما وُضع له من التمييز بين الحقّ والباطل ومن الواضح أننا لا نريد بالتمييز مجرد التمييز الفارغ من التأثير على النفس ومشاعرها فأن مثل هذا التمييز ى نتصور فيه ترتيب الثواب أو حصول العقاب عليه او على عدمه بل يراد التمييز الذي يدخل الى اعماق النفس والذي يحرك فيها حرارة العاطفة والمشاعر تحريكا يدفع الى السلوك المتناسب مع المفهوم الحق الذي أدركه العقل وذلك التمييز للعقل )
فالواجب المترتب على كل أنسان مهما أختلف دينه ومعتقده الحث والاستقراء والتدقيق وتحكيم العقل من خلال البحث عن المخلص وينتظر السيد المعصوم لينهي الفساد والظلم والقهر ولا يوكل عقله الى الاخرين ليتلاعبوا به ويقلبوه مثل كرة بيد طفل صغير و يجب أن نرتقي بعقولنا الى مستوى أعلى وأرقى من خلال الطاعة المشروطة بحسن القيادة
فالطاعة مع أهل الباطل لا تقبل مهما عبدنا ومهما أطعنا وزرنا وحججنا وزكينا ما دامت قادمة من طريق لم يرسمه الله لنا وأخذناه من الغير كأمر مسلم وألغينا عقولنا فلن تقبل مطلقا فأبليس سجد لله الاف السنوات لكنه عصى الله ولم يأتي من طريق أدم عليه السلام