كثيرة هي الروايات المنقولة عن الصحابة وكثيرة هي المقولات المنقولة عن الصحابة فهل سألنا أنفسنا يوما ونقول
هل كل ما وصلنا صحيح فنأخذ به مسلما ؟؟؟
للاجابة على السؤال يجب أن نحدد أولا من هم الصحابة وهنا أراء عدة في تعريف الصحابة فبعض طوائف المسلمين يقولون (أن كل من رأى وشاهد وكلم رسول الله فهو صحابي )
وهنا لنا في المقام تعليق فلا يجوز التعميم واعتبار كل من شاهد وكلم رسول الله فهو صحابي لأن كل وجل سادة قريش قد شاهدوا وكلموا رسول الله ويتقدمهم أبو لهب وأبو جهل فهل يجوز أن نقول أن أبا لهب صحابي وأبا جهل كذلك صحابي حسب قاعدة الرؤية والمشاهدة ؟؟؟
هنا يتدخل المحقق الاستاذ الصرخي الحسني معلقا على أخذ الحديث من قبل مسلم والبخاري واعتمادهم مصدر أقوالهم على الزهري برغم كون الزهري كان يأخذ من الامام السجاد
هنا يريد الاستاذ الصرخي أن يبين لنا عدم الحيادية في نقل الحديث الشريف وهذا نص كلام الاستاذ المحقق (وممن تطرق لهذا الموضوع المحقق الصرخي في بحثه الموسوم (ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد) المحاضرة(6) وإليكم هذا المقتبس من محاضرته بهذا الخصوص:
((" أين مسلم والبخاري، وباقي الصحاح، فضلًا عن باقي الكتب الحديثة، من علم الإمام السجاد - عليه السلام -؟؟، أخذوا من الزهري، والزهري أخذ من الإمام السجاد؟!، أين هم من الروايات والأحكام التي صدرت من الإمام السجاد، والتي علم بها الآخرون ومنهم الزهري؟؟"))....إنتهى كلام المحقق الصرخي
وهنا عدم وجود دقة
من قبل الناقلين ومنهم البخاري ومسلم كون أستاذهما الزهري كان ينقل ويأخذ عن السجاد عليه السلام
وفي المقام يعتبر مصداق الصحبة يسقط عدالة صحبتهما كونهما غير دقيقين في مصدر النقل
أذا لابد من وجود شروط تحدد الصحابة والصحبة لرسول الله ولا بد من ضوابط للتمييز حتى نخرج الدخلاء ووعاظ السلاطين من دائرة الصحابة
ومن هذه الشروط هي ابتعاد الناقل عن قصور الخلفاء والسلاطين حتى لا يتحول كقلم مأجور يكتب ما يملى عليه
وكذلك يجب على الناقل الحيادية في النقل أي لا ينحاز الى طائفة ويهمش أخرى
وأيضا يجب أن يكون النقل موافقا للقرآن والسنة النبوية الشريفة وألا يدخل الناقل في خانة الافتراء والكذب كونه ينقل ما هو غير صحيح ولا هو بحديث كما يقول ابن تيمية في كثير من رواياته وخزعبلاته الاسطورية
وهنا لا يوجد مفر من كون الامام علي عليه السلام خير صاحب وخير جليس وناقل عن رسول الله لأننا عندما نقرأ ما كتبه خطه الشريف نجد فيه التطبيق الواقعي للكتاب والسنة فضلا عن ترجمتها على أرض الواقع في السلوك والمعاملات على أرض الواقع