أمن وسلامة الأوطان بمقدار ثقافة الإنسان
سليم العكيلي
يرتبط أمن وسلامة الأوطان وتقدمها وازدهارها ارتباطاً وثيقاً بمقدار ثقافة أبنائها , فالشعب المثقف هو الشعب الذي يحافظ على سلامة وأمن بلده من خلال ترجمة تلك الثقافات على أرض الواقع بشكلها الحقيقي , فلا يسمح بمرور الأكاذيب والأشاعات والفتن التي من شأنها تمزيق البلد وتشظيه وتحت أي مسمى من المسميات , فالشعب المثقف هو الشعب الذي يفهم المؤامرات التي تحاك تجاه بلده وشعبه ويحاول إفشالها بمختلف الأساليب , فهناك مشتركات مختلفة تجمع أبناء البلد الواحد رغم اختلاف أديانهم وعقائدهم وقومياتهم لابد أن يفهما الجميع ويعيها وأهمها الأرض أو الوطن الذي يسكنون فيه , فالوطن كالسفينة العائمة في البحر بغرقها يغرق جميع ركابها , لذلك لابد أن يتمتع الأنسان ويتحصن بشيء من تلك الثقافات التي تحمي نفسه وبلده وشعبه ,فالشعوب التي يكون شعبها أكثر تشدداً وتعصباً تجدها شعوباً متأخرة وسرعان ما تسري بينهم الأكايب والإشاعات , لذلك فإن الثقافة هي نعمة من الله لمن يحسن استعمالها , وكما وضح المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني وأشار في أحد رسائله الاستفتائية عن أهمية نظرة الإنسان المؤمن لدينه ووطنه حيث قال في مقتبس من كلامه (ليكن محورنا وقطبنا الوحدوي هو الحق والدين والمذهب والعراق الحبيب وشعبه العزيز وأمنه المطلوب المرغوب فيه ، وبعد أن نفهم ذلك ونعتقد به ونتمسك به ونثبت عليه فليكن شعارنا ((إن اختلاف الرأي لا يفسد في الودّ قضية )) فلا نسمح لأنفسنا بأن تخون نفسها ودينها وعراقها وشعبها وأمن بلادها.) انتهى كلام المحقق الصرخي ,فمهما اختلفنا ومهما تخاصمنا فكلها أمور فرعية والأهم منها هو أمن الوطن وسلامته .